وَما صَنَعَ الطُّغاةَ سِوى الشُّعوبِ
فَهُمْ في صُحْفِنا شَرُّ الذُّنوبِ
لَقَدْ عُدْنا لِنَعْبُدَ ما نَحَتْنا
بِإِزْميلِ السُّكوتِ عَلى الْمَعيبِ
وَمِطْرَقَةِ التَّشَكُّكِ في شَبابٍ
يُحارِبَ جَوْرَ (إيفانَ الرَّهيبِ)
وَكَمْ حَمْقى تُصَدِّقُ ما ادَّعَتْهُ
عَلى حُرٍّ إِشاعاتُ الْكَذوبِ
وَتَصْفيقِ الرَّعاعِ لِمُسْتَخِفٍّ،
بِمَنْ هُمْ فَرْعَنوهُ في الْخُطوبِ
فَهُمْ مَنْ صَوَّروهُ لَنا نَبِيّاً
وَهُمْ مَنْ نَزَّهوهُ عَنِ الْعُيوبِ
وَمَدْحِ قَطيعِ أَنْذالٍ تَعَرَّوْا
مِنَ الْأَخْلاقِ في شِعْرِ الْأَديبِ
يَسوقونَ الْقَوافي كَالْجَواري
لِتَرْقُصَ فَوْقَ أَجْراحِ الشُّعوبِ
وَإِعْلامٍ رَخيصٍ يَشْتَريهِ
مَنْ اسْتَعْلى بِكَفٍّ مِنْ زَبيبِ
يُمَكْيِجُ وَجْهَ سَفّاحٍ قَبيحاً
وَلا يَخْفى الْقِناعُ عَلى اللَّبيبِ
وَكَمْ عَدَّ الْهَزيمَةَ خَيْرَ نَصْرٍ
وَفَلْسَفَها بِتَفْسيرٍ عَجيبِ
وَخَوْفِ الْهارِبينَ إِلى بِلادٍ
تَسُدُّ حُدودُها سُبُلَ الْهُروبِ
وَإِذْعانِ الْحَريصِ عَلى حَياةٍ
فَلا أَحْلامَ لِلْبَقَرِ الْحَلوبِ
وَكَمْ شَعْبٍ يُمَجِّدُ ظالِميهِ
وَيَرْجو مَوْتَهُمْ مِثْلَ الرَّقوبِ! (*)
فَيَصْنَعُ، بَعْدَهُمْ، صَنَمًا جَديداً
وَيَغْرَقُ في دُجى فَجْرٍ كَذوبِ
وَيَنْحِتُ أَبْشَعَ الظُّلّامِ نَحْتاً
عَلى مِقْياسِ خَيْبَتِهِ الْعَجيبِ
=============================
(*) الرَّقُوبُ مِنَ النِّساءِ: التي تُراقِبُ بَعْلَها لِـيَمُوت، فَتَرِثَه. (لسان العرب: مادة رقب)