وسط رمادية التوجّس والقلق على وطن يحاول أن يخفّف عن نفسه تعاسة الخريف السياسي والتعليمي الحاضر باستعادة ذكريات الربيع الخلاق الماضي، يتوق المغاربة إلى لحظة بهجة سخيّة، إلى لهجة أمل، إلى انبعاث قوس قزح جديد يشع فوق أعالي الأطلس ومرتفعات الريف ومنحدرات سوس، وفِي أعين الشباب القانطين في المقاهي والساحات، أو العابرين سرّا إلى شواطئ أوروبا. لقد سئم الجميع تيه السياسة، و ضياع البوصلة، وانحسار الأفق!
وفجأة، تأتي لحظة غير مرتقبة، لحظة متداخلة المشاعر يتدفق فيه فيض من الفخر والعزة والتباهي بأن شحنة النبوغ لا تزال تنبض في قلوب وعقول الجيل الجديد من مغاربة الإيمان بالعزيمة على تحقيق الذات.
لحظة صفق لها المغاربة وأغلب العرب، وفترت لها قلوب المناصرين في سلا والقصر الكبير وبقية ربوع المغرب: فوز الدكتور يوسف العزوزي بجائزة هذا العام في مسابقة “نجوم العلوم”.
التقينا معا صحبة الصديق عبد الإله المنصوري لعدة ساعات كبُرت فيها نشوة الزمن المغربي، وعاد عبد الله كنون يضيف فصلا آخر في كتاب “النبوغ المغربي”.
طاف بنا الحديث حول مشاريع أبحاثه وابتكاراته في المستقبل، وكيف تحمس لنظرية جديدة في تأمين ضخ الدم من القلب إلى الكليتين، وكيف يسعى لاختراع جديد يسعف به ملايين المصابين بأمراض القلب والكلى والسكري في العالم.
ما شد انتباهي لدى هذا الشاب الألمعي منحاه نحو التفكير بطريقة نقدية على خلاف التقليدانيين وأتباع الأقدمين.
أتمنى له كل النجاح في تحقيق ذاته في مجال الابتكارات الطبية عربيا ودوليا، وأرجو أن تتكرر هذه اللحظات المثيرة لنشوة الزمن المغربي، وأن يُؤْمِن شبابنا بأن في صدورهم أحلاما تستحق الحياة، فلا تدعوها تموت في صدروكم قبل أن تولد!