مَــذَاقٌ مُـــرّ ــ د. جواد يونس أبو هليل

0
553

إِذا خَدَعَ الَذي أَظْهَرْتَ غِرّا

فَلَمْ يَعُدِ الَّذي أَبْطَنْتَ سِرّا

وَما خَدَعَتْ تَقِيَّتُكَ، الَّتي قَدْ

يُغَرُّ بِها الْبَليدُ الْفَدْمُ، حُرّا

لِسانُ الضّادِ مِنْ هذي بَراءٌ

وَمِمَّنْ، كَيْ يُواريْ الْغَدْرَ، وَرّى

لَقَدْ سَقَطَ الْقِناعُ، وَما تَوارى

عَنِ الْأَبْصار تينُ الْقُدْسِ عَرّى

أَلَيْسَ الْمَسْجِدُ الْأَقْصى بِمَسْرى

رَسولٍ جاءَ بِالْآياتِ دُرّا

وَصَلّى خَلْفَهُ الزَّيْتونُ لَمّا

أَتَاهُ الْأَنْبِياءُ الْغُرُّ طُرّا؟!

فَأَيْنَ الْفَيْلَقُ الْمَزْعومُ مِمَّنْ

عُيونَ بَني الْأَفاعي قَدْ أَقَرّا

وَمَنْ بِالْقُدْسِ عاصِمَةً وَحَقًّا،

بِلا حَقٍّ، لَهُمْ فيها أَقَرّا

وَمَنْ في الْمَسْجِدِ الْأَقْصى حُقوقًا

يُقِرُّ لعابِرٍ بِالْقُدْسِ مَرّا

وَيُهْدي الْمُسْلِمينَ، وَكادَ يَنْسى،

إِلى الْأَقْصى وَقِبْلَتِهِمْ مَمَرّا؟!

وَهَلْ مَرَّتْ طَريقُ الْقُدْسِ يَوْمًا

بِصَنْعاءَ الَّتي أَبَّطْتَ شَرّا؟!

سِهامُكَ ظَهْرَ بَغْدادَ اسْتَباحَتْ

وَسَيْفُكَ صَدْرَ فُلِّ دِمَشْقَ (قَرّا)

وَفَأَسْكُ مَنْ عَلى صَنْعاءَ تَهْوي

وَنَغْلُكُ مَنْ عَلى بَيْروتَ كَرّا

وَرُمْحُكَ مَنْ رَمى بِـ(تَعِزُّ) صَحْبي

وَقَدْ حاصَرْتَها بَحْرًا وَبَرّا

وَحِقْدُكَ مَنْ عَلى الْأَنْبارِ يَعْدو

وَغِلُّكَ مَنْ بِلُبْنانَ اسْتَقَرّا

زَعَمْتُمْ أَنْ صَواريخَ الْمَلالي

سَتَجْعَلُ مِنْ بَني صُهْيونَ ذَرّا

وَتَهْدِمُ، في دَقائِقَ، ما بَنَوْهُ

إِذا لَمَسَ اللِّواءُ الْفَذُّ (زِرّا)

فَلَمْ نَرَ مِنْ صَواريخِ الْمَلالي

سِوى ما في الْعُقولِ الْجَهْلَ ذَرّا

وَلَمْ نَرَ غَيْرَ ضِرْعٍ مِنْ مَنوحٍ

لِمَنْ شَتَموا صِحابَ الْحِبِّ دَرّا

وَكَمْ أَسَدٍ عَلى عُزْلٍ تَراهُ

إذا دَقَّتْ طُبولُ الْحَرْبِ هِرّا

تَراهُ عَلى أَكارِمِنا مِكَرًّا

وَإِنْ هَجَمَتْ أَعادينا مِفَرّا

وَتَجْري الطّائِفِيَّةُ في دِماهُ

وَجَرَّ شَبابَنا لِلْحَرْبِ جَرّا

أَ(قاسِمُ)، سَوْفَ تَبْقى مَحْضَ نَغْلٍ

وَسَفّاحٍ مِنَ التّاريخِ فَرّا

فَمَنْ فَلّوجَةَ الْأَحْرارِ أَدْمى

عَلى نَهْجِ الْمَجوسِ قَدِ اسْتَمَرا

وَإِنَّكَ صِنْوُ (شارونٍ) بِعَيْني

فَكَمْ أَعْدَمْتَ، بِاسْمِ الْقُدْسِ، حُرًّا!

دَمي الْمَسْفوكُ في بَغْدادَ ظُلْمًا

وَمَنْ يَضْرُرْ دِمَشْقَ … الْقُدْسَ ضَرّا

أَنَاْ الْعَرَبِيُّ، ما فَرَّقْتُ بَيْنَ الَّذي

في الْقُدْسِ أَوْ بَغْدادَ قَرّا

فَيا أَحْرارَنا، اسْتَمِعوا لِنُصْحي

وَإِنْ تَجِدوا مَذاقَ النُّصْحِ مُرّا

وَرَبّي، ما (سُلَيْمانيْ) نَصيرٌ

لَنا، لَوْ بَعْضَنا بِالْقَوْلِ غَرّا

فَمنْ بِالْعُجْمِ بَعْدَ الْعُرْبِ لاذوا

كَمَنْ قَدْ أَبْدَلوا بِالْحَرِّ قُرّا

وَإِنْ قُلْتُمْ: نَفْرنا في حَرورٍ

فَنيرانُ الْجَحيمٍ أَشَدُّ حَرّا

حَذارِ خَسارَةَ الْأَحْرارِ مِمَّنْ

بِهِمْ حُكْمُ الْأَراذِلِ قَدْ أَضَرّا

كَتائِبُكُمْ تَسَمَّتْ بِاسْمِ حُرٍّ

بِتُرْبِ اللّاذِقِيَّةِ كانَ بَرّا

وَما الْإِسْلامُ إِلّا مَبْدَأٌ، لا

يُجَزِّئُهُ سِوى مَنْ كانَ غِرّا

وَمَنْ خَسِرَ الْمَبادِئَ صارَ عَبْدًا

عَلى أَقْدامِ مَنْ يَكْسوهُ خَرّا

وَما أَكَلَتْ بِثَدْيَيْها حَصانٌ

وَإِنْ لِبَنيِّها لَمْ تَلْقَ بُرّا

إِلى الرَّحْمنِ فِرّوا إِنْ حُصِرْتُمْ

فَلَنْ تَجِدوا كَرَحْمَتِهِ مَفَرّا

وَما ذو اللُّبِّ مَنْ هُوَ دونَ ذَنْبٍ

وَلَكَنْ مَنْ عَلَيْهِ ما أَصَرّا

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here