من يوميّاتي في شيكاغو
فقدتّ وظيفتي
٥٢
لم أجد رغبة في التسوّق أثناء الحجر الصّحيّ، انعكس الأمر بعد الحجر، بتّ أجد في الأمر متعة بعد أن كان التّسوّق من أكثر الأعمال الّتي تصيبني بالضّجر.
كلّ ممنوع مرغوب، الآن أصبحت أجد متعة في شراء حاجيات البيت، حتّى في اقتناء حبّات البندورة أو الطّماطم كما يسمّيها البعض.
توجّهت اليوم بصحبة ابنتي، أسعدني اختيارها للأغاني العربيّة في السّيّارة، فجيل اليوم يفضّل كلّ ما هو غربيّ، رغم أنّها اختارت أغنيات حديثة إلّا أنّ ذلك أسعدني أيضًا.
قبل وصولنا إلى المتجر أشرت إلى ابنتي أن تنظر الى الطّيور والحمام الّذي تواجد على جانب الطّريق، فهي تحبّ مشاهدته وإطعامه -يبدو أنّ هذا الجيل سئم الإنسان واختار صداقة الحيوانات المسالمة- لم تنتبه للحمام رغم إشارتي لها بذلك عدّة مرّات، استغربت الأمر، كانت تعبث بحقيبتها، التفتّ إلى الجانب الآخر فعرفت سرّ عدم انتباهها، كان يقف على ناصية الطّريق رجل يحمل يافطة تقول” لقد فقدّت وظيفتي، وعندي أطفال، أريد مساعدة لجلب الطّعام لهم”، كان يقف إلى جانبه ابنته الصّغيرة الّتي تبدو في حوالي السابعة من عمرها، شاهدتهما ابنتي وبدأت تبحث عن بعض النّقود في حقيبتها لتناولها لهما.
كم هي محزنة الحياة حينما تمسك يدها فتبخل ولا تهب الإنسان فرصة عمل ليعيش عيشة كريمة، تخيّلوا “شيكاغو” مدينة الفرص، تتزايد فيها البطالة، ويفقد البعض فيها وظيفته، كيف إذن الحال في بلادنا العربيّة، الحال مزر ومحزن، والوضع يتراجع إلى الأسوأ خاصّة في ظروف كورونا الّتي قضت على الحياة الطّبيعية وحصدت الأرواح وشلّت الحركة الاقتصاديّة.
فهل من رحيل لكورونا ثقيلة الظّل؟! يقال أنّه تمّ التّوصّل إلى لقاح واعد في أكسفورد، بقيت تجارب بسيطة وسيعلن عن استخدامه، ترى هل سيتجرّأ أحد على أخذ هذا اللقاح الجديد؟!
في طريق العودة كان حسين الدّيك يصيح أقصد يغنّي “عالموت معك عالموت”
يبدو أنّه لم يفقد وظيفته ولم يسمع بكورونا بعد..
الغد أجمل بإذن الله!