من ظلال المشهد الليبي حول الأدب النسائي
مع الباحثة والروائية الليبية “نجوى بن شتوان”
**************
عندما نغوص بين أروقة الإبداع الفني لكاتبات ليبيات، نتوقف مع حصاد أدبي متمدد ومتنوع في الآفاق، يعكس ملامح رؤية الواقع مع تطلعات تنطق بالجمال المتدفق بلا حدود ودون قيود ٠٠٠
وها هي الأديبة العربية الليبية الدكتورة نجوى بن شتوان؛
و التي نبحر معها من خلال كلماتها، التي تحمل رسالة تفتح من خلالها مسارات الحياة، نحو مرايا تشرق بالمعاني والصور، في خط مطرز بالمحسنات البيانية، من أقاصي الجذور الإجتماعية المتباينة، في عفوية ترسم لوحاتها في تناغم هكذا ٠٠
فقد شرقت وغربت بالمتابع والقارئ الكريم، صوب الحقيقة الغائبة في فلسفة تأملية، تكشف مناطق ملتهبة في حياتنا المتشابكة عنوة، في فترات تؤرخ لنا حصاد البيئة في زخم مشهود من لحظات الحلم والوجع معا٠
وقد أعجبت بسردها منذ البداية، عندما أوجزت وأنجزت سردها من خلال تجربتها الهامة، التي تؤرخ لمرحلة فاصلة لمفصل تاريخ العبودية في ليبيا، في رائعتها الروائية تحت عنوان : “زرايب العبيد”٠
نجوى بنشتوان أستاذة جامعية وروائية ليبية، من مواليد 1970، أصدرت روايتين: “وبر الأحصنة” (2007)، و”مضمون برتقالي” (2008)، إضافة إلى ثلاث مجموعات قصصية ومسرحية. فازت روايتها “وبر الأحصنة” بجائزة مهرجان البجراوية الأول للخرطوم عاصمة الثقافة العربية 2005. وتم اختيارها ضمن أفضل 39 كاتبا عربيا تحت سن الأربعين، وأدرجت قصتها : “من سيرة البركة والبيانو” في أنطولوجيا “بيروت 39″.
وعن خلاصة نظريتها، لفهم وإدراك وتذوق للعملية الإبداعية، من منظور تربوي تعليمي إشرافي، تقول الروائية والكاتبة الليبية نجوى بن شتوان : ” إن الكاتب مثل مرشد سياحي لمدينة مجهولة لا يمكن تصميم خارطة دقيقة لها، وعليه أن يكتشف كل تفاصيلها بنفسه، ويعرف مداخلها ومخارجها دون أن يدله أحد، لأن المبدع يخترع دروبها وحكاياتها، حتى لا يشعر من يرشدهم بالملل أو التعب “.
وتعمل في إقامتها على المساعدة على انتشار الأدب الليبي، الذي بات في صمت وعزلة، قد فرضتها الظروف والمؤثرات على ليبيا لعقود طويلة٠
أضف إلى ذلك تخاذل المؤسسة الثقافية عن دورها في الترويج للأدباء والكتاب الليبيين، وتقاعس الأدباء والكتاب أنفسهم عن خوض المشاركات الخارجية.
وبن شتوان التي وصلت إلى القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية “البوكر” عام 2017، حاصلة على ماجستير في التربية، وهي مساعد محاضر في جامعة قاريونس.
تقيم في إيطاليا وتعد لشهادة الدكتوراة في جامعة روما، وتعد رواية “وبر الأحصنة” الصادرة عام 2005 هي أول أعمالها الروائية.
تهتم نجوى بتاريخ العبودية فى ليبيا، وكان هذا موضوع روايتها “زرايب العبيد”، وصدر لها أيضا: “مضمون برتقالي”، وفي مجال القصة: “قصص ليست للرجال”، “طفل الواو” و”الملكة” و”الجدة صالحة” (مجموعة قصصية)، و”المعطف” (مسرحية). وفازت بكثير من الجوائز الأدبية.
فصل من رواية مضمون برتقالي / نجوى بن شتوان :
——-
( على الضفة الأخرى المواجهة لحوض غسيل أم كاظم المتنقل، نزل قرويون المدينة التي تصنع مني كل عام بحيرة، كانوا في مركب على ظهري، التقوا صدفة جنازة زعيم محلي عارض قطع حليب الأطفال فقطعوا رأسه، لكي تنقطع الألسن ،إذ بقيت الرؤوس وقامت قوات حفظ النظام بمتابعة الجنازة خشية أي أعمال عنف، وقد فتحت النار على المشيعين، لأنهم تلفظوا بألفاظ تهكمية عن قطع الحليب وقطع الرؤوس، فدخلت إحدى رصاصات ضبط الأمن بكلية أحد القرويين في حين رشاشة أنهما من المحرضين على إطلاق النكات عن حسنات حليب الأم تلك التي يحولها التدخل الأمني إلى سيئات تلحق حليبه ومشتقاته) .
هذه كانت قراءة سريعة حول عالمها الإبداعي، الذي رسمته منذ نعومة أظفارها، في المشهد الليبي للأدب النسائي الحافل بشتى الفنون دائما.