ملامح الشعراء – أحمد حضراوي

0
236
ليست لدي ملامح الشعراء
أو نبرة الدرويش في الإلقاء
ليست لدي كما نزار خليلة
في كل خدر أو سرير لقاءِ
كل الحكاية أن حرفي واحد
وحروفهم جيش من الإنشاءِ
لم أغزُ قافلة بإمرة عروة
لم أهج دمعا مثلما الخنساء
لم أمدح العرب القديمة عابثا
بتعاقب الألقاب والأسماء
لم أغر فاتنة بقبلة درهم
لأرى الذي أخفت بغير حياء
في طينة أخرى زرعت قصيدتي
ورويتها بطلاسم الإغواء
وبنيت طوب مدينتي ورصصته
وجعلت صرح بروجها أشلائي
وبأرض نفسي فد كبرتُ ووحدتي
وبخلوتي أعلنتُ مُلك حدائي
أرصادها وقفت لكل مُهرّب 
لفظا ومعنى، في هوى حوّاءِ
صرخت بوجه النازحين لكحلها
في موكب الجنات في خيلاء
فتوسّلت تفاحتاها لحظة
للقضم بين جِبِلة الأعضاء
شفةٌ تسير إلى السؤال بحيرة
وبرجفة غسلتْ خدود بكائي
ماذا؟ ويبقى للسؤال سؤاله
ومآل عثرته مع الرقطاء
لم يبق منزلة فكل جنانه
تفاحة أخرى إلى حوّاء
مزقتُ من خشب الخلود شراعها
ووعدتُها الطوفان في البتراءِ
لما سحبتُ الكحل بين عيونها
نظرت إلي بنظرة الزرقاءِ
خرقت سفينة هجرتي في دمعها
فهوتْ على رمل من الصحراءِ..
لم تستطع صبرا معي لم تستطع
حبا فكان التيه في الأصداء
لا أربعين تقوده في حطة
لا طُور شوق كان في سيناء
فلقت عصاي به جراحي إنما
كانت جراحا دون نزف دماءِ 
في حزنها بعثي لزلة نفسها
ولدورة الإنشاء في خيلاء
الموكب الأزلي يمسح خطوه
ليعيده في مولد المشاء
في مهد أول صرخة زحفت بها
أوجاع نيل الأرض في الأحشاء !

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here