سفر مجهول- محمد أبري

0
219

قالوا لي:” متى ستتزوج فإنك تأخرت وعمرك يتقدم والقطار يفوت؟؟!!…
فقلت لهم : لا تسألوني عن متى؟ ولماذا؟
بل اسألوني عن من سأتزوج؟ وكيف سيكون ذلك القطار الذي سأركبه حتى لا يفوت؟

إذا كان هذا القطار يذهب إلى وجهة لا أريدها؟
فمن الأفضل أن أتركه يفوت حتى لا يوقفني في منتصف الطريق، فأنا شخص لا يحب المغامرة في السفر…
إذا كان القطار مهترئا ودفعت ثمن التذكرة، وذهب بي إلى حيث لا أريد فمن الأفضل أن لا أسافر فيه …
فقالوا لي: توكل على الله وخذ التذكرة فإن القطار فائت، و إن الأقدار بيد الخالق…
أجبت مرة أخرى وقلت: “لا”

اعرف أن الله قادر على كل شيء، ولكن ألست حرا؟!!! وأمتلك قدرا من الحرية والمسؤولية في الإختيار…؟؟؟
فقالو لي: انك تتفلسف كثيرا..!!
أجبت قائلا: إنني رأيت قطارات تسافر ولم تكمل المسير وتوقفت لأعطاب كثيرة وتركت المسافرين في منتصف الطريق لسوء اختيارهم….ورأيت الأخرى اكملت المسير وسافرت إلى حيث تريد من وإلى وجهة معلومة …
فتارة ينتابني شعور بفقدان الأمل حينما أرى قطارات معطوبة ومهترئة يخيف ركوبها..
وتارة أخرى أشعر بالأمل حينما أرى قطارات تتجه إلى وجهة صحيحة وسفرها ممتع…
فقلت لابأس سأنتظر لعل قطارا ما سيأتي!!!

وبين الإنتظار واللاانتظار في زوبعة التناقضات والترددات التي تخالجني…
وجدت نفسي أعيش على وقع الأمل وفقدانه، فلا الركوب في ذا أو ذاك…
فقالوا لي مرة اخرى: لا تتفلسف كثيرا فإن الأمر لا يحتاج إلى كثير من التفلسف!!!

فقلت لهم: لا أخشى ثمن التذكرة بقدر ما أخشى تفاصيل السفر…قطار صعب، سكك مهترئة،محطات بلا عناوين، مقاعد بلا أرقام، مسافرون نائمون، ملل يعتمر المكان،حين تطل من النوافذ،  ترى الأرض قاحلة والأشجار ذابلة والأغصان بلا أوراق…”

 

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here