هلاّ انتهى غضب الكلام من الكلامْ
ليكون معراج السلام إلى السلامْ
لا كأس لي في الأرض تغري سكرتي
في سكرة التأويل هام بيَ الهيامْ
لي رشفة الشيخين عند حلالها
يشتد ميقات الغواية والمُدامْ
وقصيدتي حبلى بصمت المنتهى
صرعتْ كراسي الشعر في عبث القيامْ
لغتي أنا ما قلتُ لا ما قال ذا
أو ما بنى الأشباه فوق دم الحمامْ
وبكارة الصبر الجميل أزلتُها
فجميع صبر الناس مني في الختامْ
حلاجُ أرصفتي غزلتُ إزاره
فمضى بأوردتي إلى معنى أضامْ
تسبيحتي نبض بمُدي أحبتي
وردي لهم قد نصّبوه على رجامْ
وتعلتي الأولى إلى علاتها
قد أوقعت كأس الصبابة والغرامْ
في وجه قابيل رفعت جنازتي
والطير ألبسني الحداد بلا انتقامْ
عُلِّمتُ أسماء الشهادة مُذ نمت
في ضلعها تفاحة في كل عامْ
لا تشرقي، إشراقتي في الحبر ما
دونتِ كل أساك في عرق التهامْ
قسمات هذا الحب معنى مبهم
لعبارة المعنى الذي طلب الحرام
فاستغفرتْ كلماتهُا كلماتِنا
واستغفر المعنى التحلُّل في انهزام
لما تسمّرت اللغات بلثغتي
طفقت بها الطعنات في شرف احتدامْ
بوميض شرنقة صحوت لرشفة
أخرى على لغة إلى أخرى تقام
نحو الجنون إشارة لا تنتهي
غجرية المنفى خريطتها خيامْ
في الغيم كانت كنتُ في أشلائها
متعطرا ندما وريبا والتهامْ
أجتث دون رضابها القبل التي
دونتُها في زلة وسط الزحامْ
أكسو الحروف بخلوة أخرى ترى
ما لا يُرى لحما إذا يكسو العظامْ!