مسارات الهذلي في غزة ــ الشاعر زيد الطهراوي

0
30

غياب الضمائر في ساحة الليل يُفضي إلى زفرات الأنين
فما بك يا هذلي تجوب دروب السياسة دون اعتذار
وجئت وحيداً تعاني من الفقد ترسم ما شئت من صور للحنين
وتذوي السياسة في خبط عشواء من ذا يحاسب جمهرة المجرمين ؟
ومن ذا يحاسب حاطب ليل يقود السفين ؟
طريق طويل أمام الصبي الحزين
وجرح يصب قناديل أمنية حوصرت بالدماء
وكان العراك شديداً مع العاثرين
طريق طويل أمام الفتى المتمدد فوق الرماد
وللهذلي اعتراف بأن المنية حتم يدك بيوت العناد
وكان يهدهد قلباً توجع حين رثى الراحلين
وما كان شيء بهذي البسيطة ينفع إلا الرشاد
ولكنني في الطريق الحزين
أخاف على وردة لم تزل تتفيأ ظل الحوار
تموت – ولم تفهم الموت بعد – بمجزرة وحصار
طريق طويل بأحضان صحراء يا طفل يا طينة من وداد
تموت وتبكي عليك النوافير في حرقة وحنين
وحيناً تكون يتيماً فيذكرك الصخر في عبرة وجِلاد
وللهذلي انسجام مع الموت محتسباً في الحياة ثمار الفؤاد
وواسته أشعاره هل رأينا دموعاً تسيل كنهر سخين ؟
وكيف سمعنا بأبياته صوت طفل بغزة يدعو على المعتدين؟
وأين يكون الفرار من الموت يا هذلي ؟
فإن نهاية هذي الحياة رقاد
وبعد الرقاد الطفولة تمضي إلى نعمة وسداد
وما زلت بالشعر تعلو على الظالمين
وتمشي بغزة تعلن : – لا ينفع المرء شيء – فهذي الحياة سهاد
وذكرك للقبر نعم الضماد
وذكرك للحاطبين بليل جريء ولكنه بُلْغةٌ وعتاد

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here