مرّي على شفتي **********
قلبي يدقُّ من الأشـــــواقِ والقلقِ
دقّاته تنتشي من شـــــــدّةِ الشّبقِ
يا عذبةَ الثّغرِ والأجفـــــــانَ قاتلةٌ
عوذّتُ حسنَكِ أتلـــو سورةَ الفلقِ
مهـــــلاً عليَّ وما ألقاهُ في حُرقي
فنظرةٌ منكِ تنهي القلبَ بالغـــرقِ
لا لستُ أملكُ إلاّ أنْ أذوب هـــوىً
في عطرِ ثغرٍ مندّى ساحرِ العبقِ
كلُّ المــــــلاحِ بهذا القلبِ هائمةٌ
إلاّ هــــــواكِ عصيًّا رافضاً نزقي
أسرى بي الشّوقُ نحوَ الثّغرِ يحملني
أستافُ عطــــركِ كالتّفاحِ والحبقِ
مـرّي على شفتي فالنّفسُ ظامئةٌ
وليسَ ثمّة ما يدعـــو إلى القلـقِ
وواصلي اللثمَ في مسعاكِ فاتنتي
حدَّ امتلاءِ جهاتِ الرّوحِ بالألــقِ
ما عدتُ أدري نسيتُ الكونَ أكمله
في قبلةٍ ترعشُ الأنوارَ في الحدقِ
وشمتُ اسمي على الخدينِ دونَ يدٍ
ووشمُ ثغركِ مطبوعٌ على عنقي
أحـــــــرقتُ فيكِ فؤادي كـلّ ثانيةٍ
ورحتُ أسبحُ في شعرٍ من الغسقِ
ما همني نظرُ الدّنيا بأجمعِهـــــــا
لو أنّنا نلتقي في زحمـــةِ الطّرقِ
أو ننتحي في مكانٍ ليسَ يزعجُنا
لمزّ الشّفــاهِ إذا زُمّتْ علــى حنقِ
أنا وأنتِ وهــــــذا الدّربُ يجمعُنا
نقـــولُ للرّيحِ أنّى شئتِ فانطلقي
ما أجملَ الدّربِ نمشيهِ ونقطعــهُ
كــفّي بكفّيكِ ممـــدودٌ إلى الشّفقِ
لأنّني عاشــــــــقٌ من ألفِ قافية
سأقطعُ الدّربَ حتّى آخر الرّمقِ
سأعبرُ البحـــرَ مجتازاً بأمنيتي
فالعاشقُ الحرُّ لا يخشى من الرّهقِ
أقولُ للشّمسِ غيبي لو تعاندُني
أرمي بها ساخرًا في عتمةِ النّفقِ