مرتزقة العصر الكوروني (2)، الجماعات والجمعيات – أحمد حضراوي

0
448


تحدثنا في الجزء الأول من هذا المقال عن مرتزقة كورونا كأفراد، ماذا لو سلطنا الضوء أو بعضه فقط على مجموعات أو لنسمهّا جمعيات وهي إلى روح التشكيلات والتنظيمات أقرب؟
ما يلاحظه العارفون بخبايا الفعل المدني في بروكسل بكل تجلياته سواء تعلق الأمر بالجمعيات التي تجعل من الفعل الثقافي مطية لها لترويج التفاهة والابتذال، أو تلك المتعلقة بتنظيم شعائر المسلمين من عبادات كالصلاة “يطلق عليها تجاوزا مساجد”، لأنه لا يوجد ببلجيكا قانون مهيكل، للمساجد فمعظمها مسجلة كجمعيات مدنية بدون هدف ربحي، وأعيد معظمها.
لماذا تطرقنا إلى هذا الجانب؟ لأن كل متابع للشأن الديني يعلم أهمية الدور الذي تلعبه المساجد في الحياة المدنية للجالية إلى جانبها المفترض في الإشعاع الروحي، خاصة في أوقات الأزمات، حيث تصبح أبوابها مفتوحة للتبرعات التي يقبل على منحها المصلون بطيب خاطر ورضا.
لكن القاصي والداني يعلم أن مساجد بلجيكا وتحديدا بروكسل ومدن بلجيكية كبرى غيرها قد أصبحت ملعب تجاذب قوى دولية طائفية ومذهبية أخرى تتنافس على تسلُّم الشأن الديني الخاص بالمغاربة، باعتبارهم كانوا حتى وقت قريب من أكبر الجاليات المسلمة في أوروبا.
هذه القوى كانت حتى وقت قريب تتشكل في السعودية وإيران ولوبيات دينية صغيرة أخرى، لكن بعد ردة السعودية عن سلفيتها خلفتها في مهمتها الإمارات العربية المتحدة، التي لا تدافع عن سلفية ولا مذهب أو تيار إسلامي واضح، بل تحاول حتى الآن بشتى الوسائل والطرق أن تتحكم في عقيدة المغاربة خاصة، لتخلق منهم جيشا من التابعين لمذهبها الذي لا يجد أصلا أو مذهبا جامعا له بقدر ما يشكل خوفا من وقوعهم تحت تأثير تيار واحد بالخصوص هو تيار الإخوان المسلمين، التيار التي تراه ألذ أعداء توسعاتها وأطماعها في المغرب الكبير، بعد أن كادت أن تجد لها موطئ قدم في بوابته “ليبيا” على يد عميلها حفتر.
القوة المذهبية الأخرى والأشد فتكا بنسيج المذهب المالكي الذي اتبعه المغاربة منذ قيام دولتهم الأولى هي عمائم إيران، والتي ذابت في إغراءاتها المادية كثير من الفئات والتيارات المغربية التي كان يعوزها والمال والزعامة والفتاوى التي تناسب هواها ونزواتها، فأصبحت بقناعة منها أو غير قناعة مطية لفتاوى آيات وملالي قم وطهران، وسعاة بريد لسفارة إيران في بروكسل، وبوقا ناعقا بالتشيع على منوال التنصر مقابل المساعدات الغذائية، التي تورطت فيها جماعات تبشيرية في إفريقيا وبؤر فقيرة أخرى من العالم.
وهنا نسأل ودورنا هو طرح الأسئلة الجادة لا الأسئلة التي تبحث فقط عن الشو والبوز الإعلامي من قبيل هل يمكن تأجيل رمضان؟ التي يطرحها من تأثر بهؤلاء التيارات الشيعية الهدامة والتي أصبحت منابر وأبواقا لها. نسأل وحُقَّ لنا أن نسأل: أين المغرب بكل مرجعيته الدينية الأصيلة وكل مؤسساته الفقهية ومجالسه العلمية وهيئاته إفتائه، من كل ما يدور في أوروبا من تجنٍّ وتدمير لنمط التدين المغربي المعروف باعتداله وتسامحه واعتزازه بانتمائه لله ولرسوله وأهل بيته وصحابته، أين وزارة الأوقاف، أين مجلس الجالية ورئيسه عبد الله بوصوف، أم تراه فقط منشغلا بمطابخ باريس ووكالات كندا وبروكسل، أين نموذجه الديني الذي صدع رأسنا به من كل ما يجري؟
نسيت، فقد فتح نافذة التبرع في هذه الجائحة لكن ليس على مساكين الجالية خاصة البدون إقامة شرعية في أوروبا، بل سقط من حيث يعلم لأنه فعلا طامة كبرى ألا يعلم أن بعضا من تبرعاته التي زعم التبرع بها قد ذهبت إلى جمعيات شيعية متطرفة، أول ما تحاربه هو نموذجه الديني الذي بشر العالم به، وتلك ورطة أخرى من ورطات عبد الله بوصوف التي يمكن أن نخصص لها مقالات عدة وليس مقالا أو جزءا من مقال.

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here