مـالي ومالكَ في الحوادثِ نـخـنَعُ؟
والـكأسَ في زمنِ المهانةِ نجرَعُ ؟
صـرنا ومـا زلـنا عـلى نـهجِ الضَّياعِ
وما فتِئْنا .. يــا صـديـقي .. نُـصفَعُ
وسفينةُ المسكينِ تغصبُها الملوكُ
وألـــفُ ثــقــبٍ عيـبُـــها لا يـنــفَـعُ
والـكـنزُ فــي بـيـتِ الـيتامى إنَّـما
لا خـضـرَ يـبني ذا الـجدارَ ويَـرفَعُ
إنـــا رفـيـقـانِ اسـتـفـاقا خِـلـسـةً
ولــقــد قـضـيـنا أدْهُـــرًا نـتـسـكَّعُ
نـتـوهَّـمُ الأشـعـارَ مـكـتوبًا عـلـى
أسـمـالِـها : لا خـيـرَ فـيـما نـصـنَعُ
لا حـلمَ يـنبئُ عـن عبارةِ يوسُفٍ
أو ثــــمَّ ســبْــعًا بـالـجَـنى نـتـوقَّـعُ
لا جُـرمَ يـظهرُ في مداراتِ الخنى
لا بــدرَ فــي لـيـلِ الـتـولِّي يـلمعُ
نـسـتـقرئُ الـتـأريخَ يـخـبرُ صـادقًـا
مــــا فـاز في الـمـيدانِ إلا الــرُّكَّـعُ
ركــعــوا هـــمُ للنُّـــورِ جــلَّ جــلالُهُ
ونُــجِـلُّ أربـــابَ الــظَّـلامِ ونـخـضَعُ
و الــدَّارُ مـنـقوشٌ عـلـى جـدرانِها
أنـباءُ مـن صـنعوا الـجحيمَ وروَّعـوا
أشـكالُ من خنقوا الرَّبيعَ وأجهضوا
مــا كــانَ فــي رِحْمِ الإرادةِ يُـزرَعُ
فـي الـبيت يـزدحِمُ الـمنامُ بـأهلِهِ
فـــي كـــلِّ زاويــةٍ يــراوَدُ مـخـدَعُ
مـن يـقْـفِ آثـارَ الأمــاني لا يجِدْ
هــدفًـا يـُقـيـتُ ولا مُــرادًا يـُشـبِِعُ
دعـنـا نـغـادرُ فـالأمـاكنُ أُطـلِـسَتْ
فـلـعـلَّ بــابًـا لـلـشموسِ يُـشـرَّعُ
لا بـــدَّ أنَّـــا يـــا عــزيـزي سـائـرو
ن إلـى غـدٍ فـيه (الأنـا) لا تُسمَعُ
لا بــدَّ يـقـبلُ فــي صـباحٍ أشـهَبٍ
عــمَـرٌ وخــالـدُ ، أو صــلاحٌ يـهـرَعُ
ويـغاثُ ذا الـمسحوقُ فـيه ويتَّقي
سـيـفَ الـكـرامةِ مــن أتـانا يـطمَعُ
يـسـترحِمُ الـبـاغي عـلى أعـتابِنا
ونُـجـيرُ نـجـوى الـبـائسينَ ونـفزَعُ
فـيـهِ الـحـشودُ الـفـاعلاتُ كـثـافةً
بـالـسَّيلِ تـجـلو ذا الـغـثاءَ وتُـقـلِعُ
وتـطـلُّ آيــاتُ الـفـلاحِ عـلـى غــدٍ
وأذانُ عــهـدِ الـفـجـرِ فـيـنـا يُـرفَـعُ