مابعد كورونا
“مخاض تحول جذري”
هل هو تأسيس لبنية حضارية للعقل الإنساني أم ماذا؟
● هل يتجه العالم نحو تغيرات في الخارطة الجيوسياسية؟
● وهل من الممكن أن يحدث شرخا ما في الاتحاد الأوروبي؟
● أين يقف الإنسان عموما و (العربي خصوصا) ضمن هذا الذي يسود المجتمعات الإنسانية؟
إن النظرة الاستقصائية النقدية لعالمنا اليوم، تكشف عن أنه مع مطلع القرن الواحد والعشرين أصبح ظاهرة فريدة جديدة غير مسبوقة. ظاهرة حبلى في التناقضات والنذر والبشائر، وبتحولات نوعية في مسيرة تطور البشرية،
إنه يعيش مرحلة انتقال أو لنقل مرحلة فراغ انتقالي من طور إلى طور. هذه المرحلة هي ساحة تفاعل بين موروث قديم، وبين جديد عميق نحو طور نوعي جديد. قد ضاعف من هذه المرحلة أنها اقترنت بتطورات علمية وتكنولوجية، وكأنهما على موعد لتمتد آثارهما إلى أبعاد الكوكب، وأعماق الوعي الإنساني، وهذا يعني أن تلك التقنيات تمارس تأثيراتها على نوعية التجربة الاتصالية الإنسانية، مانحة إياها فرصا تفوق التصور، وربما يدرك المتعامل مع هذه التقانة، أو ربما لا يدرك التغير الذي يعتريه خلال تجواله الإلكتروني، من تبدل في عمق بنيانه المعرفي، ومرجعياته الثقافية عبر معايشته لعالم يدور حوله دون أن يتحرك هو. بدهي أيضا أن التغير الحاصل سينعكس على عملية تشكيل وإعادة هويته من خلال عزله عن محيطه المادي القريب، وربطه بالآخر البعيد، بسبب مرور الزمن وطول الاقتران. وبما أن الإنسان عموما و(العربي خصوصا) خاض هذه التجربة الاتصالية ذات الطبيعة التفاعلية فإن ثمة أسئلة تطرح نفسها :
● هل ستتأثر منظومة القيم والخصوصيات الوطنية والقومية بسبب ثورة الاتصالات التي تعصف بالعالم؟ وهل سيسيطر الخوف على ذوبان بعض الهويات في عالم يهيم على وجهه إلى أن ترسو سفنه على نظام عالمي مرتقب من المتوقع أنه سيكون أكثر توازنا وعدلا من الذي سبقه؟
● ثمة آلام شديدة سيتعرض لها العالم أثناء مخاض ولادة هذا النظام العالمي المرتقب، سببها عدم تقبل أمريكا النزول عن سنام هذا النظام بسهولة. فهل لجأت أمريكا كردة فعل جنونية لمنع ولادة نظام عالمي جديد؟ وبالتالي فإن فيروس كورونا عمل شيطاني أمريكي لمنع تبلور هذا النظام المتوقع الذي لا يصب في مصلحتها ومصلحة الماسونية العالمية؟
● ماهو الدور الواجب علينا فعله في ظل هذا المجتمع الذي عولم العالم كي نوصل أشعة جذوة المبادئ والقيم الإنسانية النبيلة إلى عقل وقلب الإنسان؟ وكيف؟