لا بد وأن يدرك الواحد منا، بأن الإيمان هو سلامة المعتقد، وصدق ما وقر في القلب مع اليقين، فالإيمان -وبعد أن تؤمن بأركانه- هو صدق وإخلاص في العمل، بأن تعطي المال على حُبه، وأن تعامل الناس كما تحب أن تُعامَل، وأن تكون هيّنا ليّنا حسن الظن، وأن تكون عندك بحبوحة في صدرك وقلبك وروحك، فهنا يظهر الإيثار والتفضيل، ويظهر صدق الإيمان والعقيدة، فالبر بأن تتصدق وتنفق على ذي قربى، وعلى مسكين ويتيم وفقير دونما تفضّل ومنة، بل عن طيب نفس وصدق في أن ما تقدمه ابتغاء لمرضاة الله، وذلك يُظهر صدق إيمانك بربك وبعطاياه، وأنه هو مالك كل شيء ومدبره ومقسمه، وأن تعامل الناس وتحبهم لوجهه سبحانه، وليس لحاجة من حوائج الدنيا، وأن يتعدى حبك قلبك إلى جوارحك؛ مع التزام ما نهى عنه الله ورسوله، فالإيمان قول وعمل، حيث لا بد وأن تظهر علامات الإيمان على الجوارح، ومن العلامات القوية على إيمان الشخص، أنه إن عمل عملاً حسنا أحبه قلبه، وإن عمل عملاً سيئاً أبغضه قلبه، فهذه علامة تدل على صلاح قلبك، وأنك مؤمن موقن بأن قلبك إن عمل الحسنة رجا الثواب، وإن عمل السيئة رجف خوفا من العقاب، فاعمل لآخرتك كأنّ منيّتك غدا، واعمل لدنياك كأنك خالد فيها أبدا.