عندما ازداد الضغط الداخلي على الحكومة الإيرانية، ولما تأثرت صورة نتنياهو في الداخل اليهودي، وعندما بدأت المآخذ تزداد على حماس؛ كان لزاما إيجاد حل يحقق مصالح مشتركة بين كل الأطراف، فما كان سوى افتعال لعبة خبيثة لا أكثر، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه؛ هل هذه اللعبة كافية للداخل الإيراني كما كانت كافية للداخل اليهودي من جهة وأنصار حماس من جهة أخرى؟! ففي الداخل اليهودي أعادت تلميع صورة نتنياهو التي تقهقرت في الآونة الأخيرة، وبين أنصار حماس بدأت أصوات ترتفع وتردد “فعلت إيران ما لم تفعله دول عربية سنية)..! وهذا مؤشر خطير يدل على درجة السذاجة والجهل والغثائية بين الناس، فهي لعبة خبيثة استعدادا لعملية عسكرية في رفح؟ قد تكون أشد مما حصل في شمال ووسط غزة، فضرب إسرائيل للقنصلية الإيرانية في سوريا، ليس إلا خطة لمنح إيران حجة تدفعها لردة فعل تحقق ما سبق ذكره، وأيضا لدفع الشارع الأردني -من مؤيدي حماس- بأن يعلو صوتهم أكثر فأكثر محاولين زيادة الفوضى والشغب، محاولين إقحام الأردن في حرب إقليمية تسهم في تحقيق وتعزيز المصالح المشتركة بين اليهود وإيران! فبذلك يعلو سهم إيران بين أنصارها، ويمنح اليهود الضوء الأخضر -لرضى الداخل اليهودي عن حكومته في حمايتهم من هجوم إيران المسرحي- لبدء عملية في رفح من جهة، ولإقحام الأردن قي حرب وفوضى داخلية تسهم في تفعيل أذرع إيران من جهة أخرى، الأمر الذي يوجب على الناس التروي والحذر، من خطة يهودية إيرانية لضرب الداخل الأردني، لتحقيق مصالح مشتركة بين أصدقاء بصورة أعداء، فالحذر الحذر من ردة فعل عاطفية، لن تكون نتيجتها سوى دمار وفقدان للأمن والأمان، فلا يوجد عاقل يؤمن بأن هناك عداوة بين دولة دجالها يهودي وبين يهود.