لا للعنصرية والفاشية، نعم لفتح الحدود في وجه مغاربة العالم – الحسين فاتيش

0
466

المغاربة في كل “حتة” بتعبير أهل أرض الكنانة.. المغاربة ينتمون لفصيلة الـbusca vida أو ما يسمى في قاموسنا الدارجي بـ”طالب معاشو”، ظروف القهرة والحكرة هي من جعلتهم على هذا الحال.. تعج بهم الطرقات والمسالك البرية والبحرية، حتى الخطير والأوعر منها يهون أمام هوسهم وإصرارهم على استكمال مشروع الهجرة والبحث عن كسرة خبز، حتى ولو كانت ممرغة في تراب الذل والهوان. لذلك تراهم ينخرطون في موسم متواصل للهجرة نحو الشمال بتعبير الطيب صالح.. موسم الوصل بالفردوس الأوروبي الذي يستهوي الجميع شيبا وشبابا..
يؤثث الحضور اللافت للأطفال المنحدرين من أسر معوزي الوطن في جنبات الموانئ بالمغرب حيث يتصيدون أدنى الفرص للاختباء تحت هياكل السيارات وشاحنات النقل الدولي، وعند مغادرة الباخرة بالموانئ الإسبانية تجد العشرات منهم ذكورا وإناثا ومن مختلف الأعمار، يمتهنون التسول واستجداء المارة أو عرض بعض الخدمات الإرشادية. بالمقابل وخلال رحلة سفرك من جنوب إسبانيا نحو شمالها لا تخلو الباحات ومواقف السيارات من تواجد “حراكا مغاربة” تمكنوا من الالتفاف على يقظة حراس مراكز اعتقال المهاجرين غير الشرعيين ليستعيدوا حريتهم في التنقل بحرية.. أما بالمدن الإسبانية فلا تخلو الحدائق والأماكن العمومية من تواجد العنصر المغربي ممن ينامون في العراء، يفترشون الأرض ويلتحفون السماء..
هذه الحقيقة المرة التي تولدت عما عرفته موجة الهجرة السرية من ارتفاع مهول في أرقام المرشحين لسلك طريقها كمخرج من وضعية انسداد الآفاق بالوطن، ولغرض الوصول إلى الضفاف الشمالية للبحر الأبيض المتوسط، ما كانت لتغيب عن مسؤولينا الحكوميين أثناء تخطيطهم لاتخاذ قرار إغلاق الحدود في وجه مواطنيهم، وكان على أهل الحل والعقد أن يأخذوا بعين الاعتبار ما سيترتب عن هكذا قرار من إلحاق الأذى بصورة المغرب جراء ما سيقدم عليه الضحايا من القيام بحركات احتجاجية، ستزداد حدتها ويذيع صيتها مع تدفق هؤلاء المواطنين الذين ستتقطع بهم السبل في العديد من بلدان العالم، وسيشكلون ضغطا بشريا على المناطق الحدودية سواء بالجارة الشمالية إسبانيا أو بمختلف موانئ ومطارات بقية دول أوروبا والعالم، خاصة حينما ستضطر إسبانيا وغيرها من بلدان أوروبا التي تؤوي مغاربة شرعيين ولا شرعيين، لاتخاذ الإجراءات الكفيلة والضرورية لحماية مواطنيها من فيروس كورونا، كسن قانون فرض الحجر الصحي وإجبار الساكنة على التزام بيوتها، مما سيفتضح معه أمر أي أجنبي يعيش في الشارع أو لا يملك سكنا قارا، ويتحول معه إلى طريدة سهلة للقوات العمومية التي ستجبره على إخلاء الفضاء العمومي. آنذاك لن يبقى أمامه من خيار غير خيار أخذ طريق العودة إلى وطنه والاحتماء بدولته وبيته وأهله..
فئة أخرى من مغاربة المهجر العالقين على الحدود لها مشاكلها النوعية التي تضطرها للعودة وطلب الاستقرار ببلدها ولو مؤقتا، ريثما تتحسن الأوضاع الاقتصادية ببلدان إقامتها، وهذه الفئة تكون قد استثمرت كل “تحويشة العمر” في تشييد بيت لها بالمغرب، وتكون قد أرسلت كل مدخراتها المالية إلى حساباتها بالبنوك المغربية، وهي اليوم تشكل مصدر عيشها الوحيد بعد أن توقفت الحركة ببلدان إقامتها..
المواطنةCitoyenneté تعني الفرد الذي يتمتع بعضوية بلد ما، ويستحق بذلك ما ترتبه تلك العضوية من امتيازات، وعلى رأسها الدخول والخروج إلى أرض وطنه متى شاء، سواء كان مريضا أو في صحة جيدة ما دام القضاء لم يصدر في حقه حكما يحرمه من هذا الحق الدستوري..
أما ألسن وحناجر الجهلة والبهيمة التي تملأ الدنيا صخبا “بتهرنيطها” الذي يقطر فاشية وعنصرية تجاه إخوتهم مغاربة أوروبا فلتخرس وكفاها ما ألحقته إلى جانب الاستبداد، من وصمة عار بسمعة وكرامة وشرف المغرب والمغاربة..

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here