الحرب الناعمة – د. إدريس الكنبوري

0
344

بدأت الحرب الناعمة
يخرج الحي من الميت والميت من الحي.
الصين التي كانت أول من أصيب بالوباء وكان العالم ينظر إليها بشفقة ويفكر في مساعدتها بدأت تقلب الوضع لصالحها. أرسلت أطباء وتجهيزات طبية إلى إيطاليا وأرسلت طائرة محملة بالأقنعة إلى إسبانيا. سياسي إسباني كتب في تويتر قبل قليل: الصين تساعدنا والاتحاد الأوروبي تخلى عنا.
إنها حرب الوباء، الموت لا يعني نهاية كل شيء، بل قد يعني انقلاب الأدوار عالميا. هل هي بداية الصعود الصيني والظهور في الواجهة وتراجع أوروبا وأمريكا؟ خلال القرن العشرين حصلت مثل هذا الانقلاب مرتين، في الحرب العالمية الأولى تراجعت بريطانيا وظهر الاتحاد السوفياتي، وفي الحرب العالمية الثانية ظهرت الولايات المتحدة الأمريكية، وبعد سقوط الاتحاد السوفياتي ظهر الاتحاد الأوروبي لكن لم يستطع إخفاء الدور الأمريكي. فهل يكون الوباء بداية عصر جديد؟
ما قد يشجع على هذا الطرح أن القوة العسكرية بدأت تتراجع كعنصر حاسم في الصراع الدولي خاصة بين القوى الكبرى، حتى الحروب بالوكالة تراجعت قليلا. المرحلة المقبلة ستكون في الغالب مرحلة القوة الناعمة والتقنية والذكاء على حساب القوة. في هذه المعركة قد تنتصر الصين لأن الصين لديها تضاريس معقدة وصعبة، بينما أمريكا تضاريسها سهلة منبسطة لذلك ظهر عندها رعاة البقر الذين يركضون مسافات طويلة على الخيول. التضاريس علمت الصين القفز. بينما التضاريس علمت أمريكا الركض.

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here