اختار لنفسه شكل التاج الملوكي لذلك أجبرهم على تسميته كورونا، يستحق التاج بالرغم من أنه قاتل، ولكنه عادل فرض العدل بإذن الله سبحانه وتعالى.
كورونا عادل جدا لأنه لم يبدأ بالفقراء ولا حتى بالدول الفقيرة، بل بدأ بأعظم الدول قوة واقتصادا (الصين، أوروبا، أمريكا).
أين حق الفيتو؟ استخدموه إن استطعتم.
من العدل أن يسري القانون على الكبير والصغير والقوي والضعيف وقد فعلها كورونا، ها هم الملوك والسادة والفقراء جميعهم يخافونه ويغسلون أيديهم ويبتعدون عن التجمعات، وأصبحت تحيتهم بينهم عن بعد.
فرض العدل لأنه لم يسمح للأغنياء وأصحاب المناصب والطائرات الخاصة بحمل أمتعتهم والهروب، فقد أجبرهم على التزام طقوس الحجر التي تطبق على الفقراء.
فرض العدل لأنه أوقف لحظات المتعة عند الأغنياء في صالات القمار والمراقص والتجمعات الموبوءة.
فرض العدل لأن الفقير محجوز في غرفة بسيطة جدا ولكنه مرتاح البال، والغني وصاحب الجاه محجوز في غرفة تشبه الجنة، ولكنة قلق جدا على أرصدته في بنوك الغرب وعلى مصالحة ورؤوس أمواله التي بدأت بالانهيار.
فرض العدل لأن الفقير اعتاد الجلوس في بيته أحيانا لشهور لعدم وجود وظائف أو لعدم قدرته على الذهاب إلى السوق. أما أصحاب النفوذ فقد اعتادوا السهر والسفر من مطار إلى مطار، كورونا أغلق مطارات العالم ليعلن فرض العدل.
كورونا عادل لأنه أجبر الجميع على أن يقفوا في خندق واحد، ويد واحدة، لو أن الحال كان حالة حرب لوجدنا أزمة في المطارات، ومبنى المغادرين مكتظا بأصحاب الجوازات الحمراء ورؤوس الأموال يبحثون عن الأمان، تاركين الحرب للعسكر والمواجهة للفقراء، ثم يعودون بعد الحرب ليتقاسموا المناصب. أما كورونا فقد أغلق المخارج كلها ولم يترك حاجة ولا داجة إلا وأحكم إغلاقها، ليجبر الجميع على المواجهة في خندق واحد.
كورونا عادل عندما حرمنا الصلاة في المساجد وأغلق الأقصى ومكة والمدينة المنورة في وجوهنا، لأن علماءنا أكثرهم أصبح شيخا للسلطان، ونحن ابتعدنا عن الدين وركضنا خلف الدنيا، جاء كورونا ليقول لنا إن صلواتنا كلها لا تزيد في ملك الله شيئا وإن إقفال المساجد لن ينقص من ملك الله شيئا، ولكن الله يريد منا تطهير قلوبنا في الباطن قبل الظاهر.
كورونا برغم قباحتك وضررك، ولكن شكرا لفوائدك والدروس المستفادة منك.