(مع احترام وتقدير كل الجهود الحسنة التي قدمتها قطر في هذه الدورة لإبراز جزء من الهوية العربية الإسلامية مقارنة بما كان سابقا)
معقولةٌ.. صارت الدنيا بلا لغةِ
أخرى، سوى كأسِ هذا اللِّعْبِ بِالْكُرَةِ!
عُدْنَا لعَصْرِ شُعُوبٍ كُلَّما فَتَحُوا
عينَيْنِ، كحَّلَهَا لهوُ الأباطرةِ
ولاعبونَ، كأنَّ الكوكَب انكمشتْ
أركانُهُ السُّمْرُ في هذي المدوَّرَةِ
هل يرْكُلُونَكِ أَمْ (ريموتُ) عَاصِفَةٍ
بضَغْطَةِ الرِّجْلِ في رُوسٍ مُغبَّرَةِ
أمْ كالرصاصَةِ عنْ بعْدٍ تُصيبُ، وكمْ
راحتْ ضحاياكِ في إطلَاقِ أعْيِرَةِ
أصبحْتِ شمساً بشرْق الوهمِ؛ أرؤُوسُهمْ
عُبَّادُ شمسٍ بشاشاتٍ مُخدّرَةِ
حليب أحلامهم في المخِّ يسخنُ كيْ
تبرِّديها.. لتعليب وَبَسْتَرَةِ
ماذا تريدينَ من ناسٍ صَحَوْا سلَماً
من أيْ كُرْهٍ، وباتوا بين مجْزَرَةِ؟!
ولاعبوك ملوكُ الناسِ في علَنٍ
وَفِيكِ مَحْضُ ممَاليكٍ مطَوَّرَةِ
بنوا قصوراً لهمْ من رُؤْيَةِ الفُقَرَا
ممنْ يعيشون في كوخٍ على الذرةِ
بضاعةُ الشَّرِكَاتِ العالميّةِ في
أشكال ناسٍ بسوق غير ظاهرةِ
في ملعبٍ أنتِ أم نادي مقامرَةٍ
على غدٍ بيعَ في بدء المقامَرةِ
أهْل السلامِ على (الْفِيسْبُكْ) -إذا نطقَتْ
رجلانِ باسمِكِ- صاروا أهل بربرةِ
مثقفونَ بلا داعٍ رَمَوْا وَرُمُوا
بطوبِ ذكرِكِ في نقص ومسخرةِ
وما تبقَّى من الأصحاب مجتمعاً
أمسى بعصْفكِ عفراً بعدَ بعثرةِ
حتى الشيوخ تعروا من منابرهم
ليخطبوكِ بنبْرات مؤثَّرَةِ
وكل شيطان إعلامٍ رأى فُرصاً
لنفْخِ جلْدِكِ بالأسمَا… المكبّرةِ
وَكَمْ يُحَلِّيكِ -في أكواب سمعِ فتىً
وعينِهِ- بفتاواه الممررةِ
بسحر هاروت أو ماروتِ أنت، وَ هُمْ
فرقتمو بين قلب المرء والمرَةِ
ولستُ أنكرُ أني كنتُ ألعبُ في
طفولتي بك في حاراتِ ذاكرتي
قد كنت تسلية بين الدروس، على
رياضةٍ، فسحةً بين المذاكرَةِ
وكنْتُ والجارَ في حبٍّ يزيدُ على
ذكراكِ، ليس صراعاً بين جمهرةِ
فكيْفِ خنتِ صغاراً في محبتهم
ببسمة -بعدما شبُّوا – مزوَّرَةِ؟!
وإن شَكرْتُ على ما قدَّمَتْ (قطرٌ)
من طعمِ دينيَ في وجْباتِ تذكرةِ
شعاعَ حبٍّ صحيح الشمسِ، بادرَةً
لشرقِ جيلٍ سيذوي دون بادرَةِ
لكنَّ قلبي سيبقى في تألمِهِ
وأحرفي مستمرات المظاهرَةِ
ما دامَت الناسُ لم تسمع لمئذنةٍ
في حينِ آذانُهُمْ عُبَّادُ (صافرةِ)
أحمد حسن محمد
22/ 11/ 2022