إن ردود الفعل العاطفية عند العوام، وفوضوية هذه الردود غير المرتكزة إلى العقلانية والوسطية الدينية؛ ساهمت في إعطاء أدعياء نصرة دين الله دافعا قويا في أن يرتفع صوتهم، وأن يروجوا لفكرهم بكل قوة وتوسع، مستغلين عواطف عوام لا يفرقون بين الفقيه والسفيه، عوام كل همهم اتباع من يغذي هذه العواطف غير المدروسة، العواطف المستندة على ردة فعل دون فقه أو علم، ما ساهم في استيقاظ خوارج قعدة، وخلايا هي قنابل موقوتة، حيث ساهمت ردود فعل العوام -التي تصب في مصلحة مخططات هؤلاء التكفيريين- إلى ارتفاع درجة حرارة هذه القنابل الموقوتة، فأصبحوا يحرضون ويعيثون في الأرض فسادا، حتى وصل الأمر إلى تحريض العوام عبر منابر يجب أن تكون منارة للوسطية والاعتدال، ولكن الناظر في حال الكثير من المساجد، يدرك أن الكثير منها أصبح منبرا للتحريض على الثورية وتغذية أطماع الخوارج، الأمر الذي يجعلنا نحذر ونلفت الأنظار إلى هذه المصيبة، التي إذا استمرت لفترة أطول، لن تكون النتيجة إلا انفجارا لقنابل موقوتة تزداد حرارتها مع الأيام، فنندم في فترة لا ينفع فيها الندم، فهؤلاء ليسو إلا خلايا نائمة تستعد لتنفيذ برامج مشبوهة، فلا بد من تفكيك هذه القنابل -بعد تبريدها- قبل فوات الأوان.