عرف المغرب احتجاجات ومظاهرات مرت كلها في جو سلمي وحضاري، الشيء الذي يدل على وعي المغاربة الراقي وعلى نضجهم السياسي. وهذا السلوك الحضاري قد ترسخ في ذهن المغاربة نظرا للتجارب السابقة التي امتدت على عدة عقود والتي تعلموا منها كيف يعبرون عن مطالبهم بطرق سلمية يحافظون فيها على استقرار وطنهم.
أن يدوم حراك الريف أكثر من سبعة أشهر في جو سلمي فهذا قمة الوعي والنضج قلما نجده حتى في الدول المتقدمة، وهذا هو الاستثناء المغربي الذي يستحق كل تنويه و تقدير و احترام.
فحينما يصل وعي المغاربة إلى هذه الدرجة، فالأمر يقتضي التعامل بكل حكمة وتبصر مع المطالب المطروحة، بل أكثر من هذا، فان الأمر يتطلب ضبط عقارب الساعة وإصلاح ما يمكن إصلاحه.
إن هذه الاحتجاجات ما هي إلا ناقوس الخطر الذي يعلن على أن الأمور لا يمكن لها أن تستمر على ما هي عليه الآن.
إن ذكاء المغاربة الذي استطاع أن يحمي الوطن من تبعات “الربيع العربي” قادر على تجاوز الأزمة. وهذا الوطن قادر على توفير العيش الكريم لأبنائه الذين يستحقون أن يكونوا في مصاف الدول المتقدمة.