لولاكِ ما خُلقتْ قصائد عنترهْ
وغدت عُبيْلةُ يا حبيبة مسخرهْ
طعمُ الغرام إذا يغرد ساخرا
حتى وإن عبِق المساء بمجزرهْ
شعب الهوى أهواؤه أهواله
وسبيلنا نحو الإلَيْنا سكّرهْ
أنا ما كتبت جوارحا إلا وقد
لملمتُ من تحت المعاني قُبّرهْ
ها أنت من نُطَفِ العبارة والرؤى
من قضمة التكوين تنضح مَعبرهْ
تاريخ أوجاعي خطى موؤودة
ورجام قبلتيَ القديمة مِبخره
أوراد يومي أنت نحو خلودنا
وطواف درويش التجلي أنهُره
شفتي على تأويل رؤياك التي
جُبَّتْ بجبي، “هيت لي” متأخره
غيب تجلى الحب فيه مضمخا
بسريرة الكلمات تنبت محبره
وخرير ضحتك العتيقة قد روى
آهات دهري قهقهت متكبره
رسم محت أقلامه صفحاتها
وتنبأت في غنجها متحرره
صفة تكابد في طواف قلوبنا
يوم العناق لكي يشيّد معصره
آمنتُ قولي، فالـ.. أحبكِ لا تفي
مذ أن تركتِ الشك يكتب أسطره
هي قرحة الكلمات تنحر حتفها
كي يملأ الكأس المُسمَّمُ حنجره
شفتان تقتسمان رشفة قبلة
لن تسكرا بشكوكنا المتأخره
الحب كان بداية مجبولة
لا تصفعيه برِدة متنكره
سفني إليك حضارة محروقة
وقصائد منحولة متكسره
يمناك تبني ما الشِّمال تهُده
عجبي لقلب كل حقد مصَّره
الوأد فات أوانه متقلبا
في رملك المسجور ثمّة سجّره
ما أقصر الكلمات في وديانه
ما أبخل الوعد الذي ما ذكّره
في صمتنا تتوادع الخيبات في
صلواتنا تدنو بريب مقبره
في نعش أحرفيَ القديمة شاعر
ما غضّ من ألم ولكن برّره
ما كنت أقرب منك من ميقاته
لما يقين وريده قد غرّره
مدي إليه الموت في جناته
أمل إليك وجولة متعثره !