Home Slider site في ضيافة عبد الله بوصوف، من ذكريات معرض الكتاب 1 – أحمد...
قمة الغباء، أن تتعامل مع شعراء ومثقفي المهجر بغباء.
ونحن على أبواب موسم معرض الكتاب، الذي لابد وأن يستعرض فيه عبد الله بوصوف رئيس مجلس الجالية عضلات كرمه البوصوفي، و”قفشاته” الإعلامية من خلال تصريحاته غير المباشرة بسمو كعبه في مجال الثقافة والفكر، ابتدأت قبل أيام بنشره صورة افتتاحية قديمة للمعرض قام بها الأمير مولاي الحسن، والتي سيختمها كعادته بندوات وأمسيات شعرية يسند أمر تنظيمها لأشخاص بعيدين كل البعد عن الثقافة الحقة إلا من رحم ربك، مع التعريج الأهم في كل هذا الهيلمان، ألا وهو التعريج على بذخ مطاعم الفنادق الفخمة التي ينزل فيها ضيوفه “الطبقة المثقفة” التي تزين موائدها بكل ما لذ وطاب، وكأنه يريدها ألا تأتي رواق مجلسه بالمعرض إلا وقد ذهبت فطنتها.
تتلقى مكالمة من مجهول، يفاجئك من طرف الخط خلالها بدعوتنا إلى دورة معرض الكتاب الـ”24″. صوت ذكوري مهذب وأنيق في تقديم نفسه وفي سبك كلمات الحوار بعناية فائقة، يقدم نفسه على أنه السيد سيراج نائب أمين مجلس الجالية شخصيا، ومكلف من صاحب السعادة “الدكتور عبد الله بوصوف، أمين عام مجلس الجالية شخصيا أيضا”، الذي سمع عن إشعاعنا الثقافي في بروكسل بل وكل أوروبا، وسمع خاصة عن نشاطاتنا التي أخذت بعدا أوروبيا بعد أن أعلننا عن هيكل ثقافي فكري حينها تحت مسمى الرابطة الأوروعربين للإبداع والفن، ذات المقر في بروكسل والفروع في كل من إيطاليا وألمانيا وفرنسا وهولاندا، انضمت إليها دول أخرى بعد ذلك. فكان هذا الاجتهاد الفردي محفزا للمجلس الموقر أن يتواصل معنا بدءا بي وقد تواضع لي أعضاء الرابطة وشرفوني بمنصب رئاستها.
ما أثارني في الدعوة/ الفخ هي محاولة استفراد عبد الله بوصوف بي دونا عن باقي أعضاء الرابطة باعتباري رئيس المقهى في بروكسل حينها/ المقهى الأدبي الأوروعربي في بروكسل حاليا، الشاعر والروائي المعروف على الصعيدين المغربي والعربي، والذي بلغت أصداء شهرتي حتى وديان مكتبه الموقر في حي الرياض بالرباط، غير أني اشترطت لتلبية دعوته أن تتم لكل أفراد الرابطة دون استثناء، وافق مرغما في الأخير رغم أنه تلكأ بجهله بأحد أعضائها زاعما أنه لا يعرف توجهاته وأفكاره ودوافعه فأخبرته أني مستعد لأن أبصم بأصابعي العشرة بأنه مثقف محنك، دون ان أسقط في محاولة إسباغه الصفة الأمنية على أسئلته التي اصبحت مريبة نوعا ما لي، ورغم أنه اعترض على عضو آخر واصفا إياه ومركزه الثقافي بأوصاف لا تليق بصاحب مركز دستوري مثله.
طلب مني وسائل الاتصال بكافة أعضاء الرابطة فرفضوا أن يتعاملوا معه بشكل فردي ووكلوني مرة أخرى بالتعامل معه المجلس لثقتهم في، وإقفالا لمناورة بوصوف الاستفراد بنا فردا فردا، وتلك طبيعة تعامله مع مثقفي الخارج التي لم تخطئ يوما إلا معنا.
تلقيت بعدها بيوم أو يومين مكالمة من بوصوف نفسه، صوته الرزين وحديثه الوقور المخزني الرسمي الذي يحسن تصيد الكلمات الرنانة من قاموس تاريخه الأمني الطويل في التعامل مع غيره، وشبه فكاهته المصطنعة، تلقيت من خلاله التأكيد على كل ما ورد سابقا على لسان نائبه سيراج، ووعودا أخرى بأننا سنكون أيقونة هذه الدورة من المعرض، دون أن ينسى أن يعرض علي/ علينا كرابطة أمر تنظيم ندوة باسمنا خلال أيام المعرض، حول موضوع مغاربة المهجر والوضع الثقافي.
كان العرض مغريا فعلا، فهي فرصة لنا لنطرح تساؤلاتنا أمام من يتحدثون باسمنا أمام متخذي القرار في المغرب، لنوضح لهم أن وضعنا الحقيقي في أوروبا ليس هو ما يسوقه هؤلاء الموظفون القابعون خلف مكاتبهم، لأن أقصى معرفتهم بنا هو ما يصوغه لهم مرتزقتهم هنا عنا من تقارير خاطئة كاذبة مليئة بالأخطاء الإملائية.
اختلفت مطارات انطلاقنا إلى الدار البيضاء، لذلك سافر كل عضو منا إلى البيضاء في رحلة مستقلة عن غيره، حتى اجتمعنا في بهو أحد أفخم فنادق مدينة الدار البيضاء، بعدما تم استقبالي واستقبالهم بعد عرفت منهم كأمراء حلوا ضيوفا معززين مكرمين في سلطنة الولي العلامة مولاي بوصوف.
-يتبع-