لا تسألوني عن اليوم والساعة.. لا أذكر..
المكان أذكره ولكنه كاليوم والساعة من التفاصيل، والقلب والوجدان لا يأبهان للتفاصيل.
ولكنني أذكر الابتسامة والحضن.. ابتسامة حبيبة وحضن أحمد.
يومها جئت لأطل إطلالة متطفل أراد أن يشبع فصوله وينصرف.
الإطلالة طالت.. والفضول بات عادة.
لماذا؟ لا أدري لماذا؟
كل ما أذكره.. ذلك الإحساس، بأنني أعرفهم جميعاً ومنذ زمن بعيد..
زيَّنت المجلس نساء مبدعات، أبدعن أدباً وشعراً يبهر عشاق الذوق الرفيع.. وأبدعن “شهيواتٍ تبهر عشاق المذاق الرفيع”.
منهم شباب في العشرين وشباب في الأربعين وشباب.. جاوز الستين.
قاسمهم المشترك حب الحرف وعشق اللحن وحرقة على وطن يحلمون به جميلاً، راقياً وآمنا.
أنا.. لست منهم.. فهم درر تتلألأ وأنا من الحصى، وهم نجوم تشع في سماء الإبداع وأنا لا أبرح الثرى.
ولكن حبهم، ربما، يشفع لي.
ألم يقل أحدهم يوماً: أحب الصالحين ولست منهم؟
وأنا أقول: أحب المبدعين ولست منهم.. ويكفيني فخراً حبهم.
مقهاهم ليس كالمقاهي حيث يُقتل الوقت.
هنا يُقتل الجهل، يُقتل الظلم وتُقتل الرداءة.
أهلَ المقهى أحييكم واقبلوني ضيفاً ثقيلاً عليكم. فكل زادي أنني أحبكم.
اشفعوا لمُتيّم اقتحم محراب إبداعكم.