غابة الصنوبر والتفاح – جميلة بالوالي

0
272

رحلت منذ زمن بعيد 

نفرت روحي  العش ورائحة المكان

لم يعد يغريني شيء

لا ذلك الحديث المصطنع

ولا ذلك الهدوء المصطنع

ولا ذلك الشعور بالأمان

وراء أبواب من حديد

ولا ذلك الاسترخاء على الأريكة

بعد يوم شاق وعسير

ولا حتى تلك الملابس من حرير

وتلك الهدايا التي أتتني متأخرة

بعدما مرت كل الأعياد والمناسبات

بعدما انتهت كل الرقصات

وأُعلن عن نهاية آخر حفل

ووُزعت آخر الورود

وهُمست آخر الوعود

وسُمعت آخر الضحكات

وانصرفت آخر الخطوات

لم ألتفت ورائي هذه المرة

أخذت أنفاسا عميقة

وبدأت أركض وأركض

حتى وصلت منتصف الطريق

هناك في غابة الصنوبر

حيث تسكن طفولتي

حيث يختال الربيع

توقفت ..نظرت حولي 

تأملت المكان بعمق

أحسست بالراحة والأمان 

بحثت عن شجرة التفاح

وعلقت عليها مشاعري لكي ترتاح

بحثت عن أصل الإنسان

وعن جذور الأرض والزمان

تمرغت في التراب

وفي الطين بعد هطول المطر

أصبحت طفلة من جديد

بنظراتي البريئة وكلماتي الساذجة

أنتظر القدر

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here