عود على بدء – أحمد حضراوي

0
1164
صمت على صمت وميعاد قريبْ
وصحيفة مُثلى على سِفر غريبْ
وبقية النظرات تلثغ حيرة
قدرا يغيب إذا تمثّل مَن يغيبْ
الوشوشات الأين تسأل كيفها
والأدريات بلست أدري لا تصيبْ
حرف تأثث في جراحك كلها
نزفا تجلى شرعة الوطن الكئيب
عرافة نسجته موسم قبلة
حملت نواصيها إلى شوك وطيبْ
لما تدلى الماء فوق رضابها
ملأت جرابي فوق مسعاها السليبْ
ملح بشهد ذواتها متدفق
يسري إلى العتبات في سفح رحيبْ
الدمع بلل للشفاه كلامها
ومحا عن التأويل أرصفة الذنوبْ
فنجاننا النسيان يجرع برده
وتذيب سكّره اعتذارات الحبيبْ
آواه صخر القلب فتّته له
حبا لطير العشق طار بلا هبوبْ
إبهامه سُوَر وخاتم لجمها
لمس العبارة ثم ألجأها الهروبْ
لم تكشف الجدران حين تربصت
بستائر  الرسم القديم كما اللهيبْ
تخطو إلينا ألف عام ثم لا
تزداد يوما ثم تُؤْثِرُ أن تذيبْ
سكراته الأولى خناجر ردة
سُلَّتْ لوعد كان من وعد كذوبْ
ينعى يمامته الضباب ورشفة
ظمأ تعاند رشفة النزق الغضوبْ
في الكف ذكرى شوكه محفوظة
كشفت خطوط الغيب في لوح الكروبْ
لا شيء يُدرَك هاهنا، لا حطة
من نبع توليبٍ سوى الغضب النصيبْ
لا شيء هذا الوهمُ، وهم آخر
هو رحلة أخرى إلى نفس الدروبْ
تلك التي يوما أحَبَّ تنكّرت
للحب ثم تبخرت كدم وذيب
هي لعنة القاموس في جب محا
من صدر حرف العشق قاموسا بجيبْ
من قال كنت أحبه يوما، أنا
ما عدت أعشقه سوى منفىً عصيبْ
وطنا يطل عليّ من لعناته
وحنيني المجبول من طين النحيب
أمشي على أوحاله متربصا
بجميع أنفاق الغواية والثقوب
أحببته، حتى تفجرت الحرو..
فُ بأبجديّات على ورق مهيب
وتجمّد الرمل المذهّبُ كله
في كف إخميم بموقده الرهيب
وانشقّت الأوشام نهرا آخراً
شفة تئن كغصن مزمار لعوبْ
حتى انتهى زمن الغرام كما انتهى
زمن الكتابة عنه تاب وهل يتوب؟

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here