Home Slider site عن جيل “شوف واسكت” وقانون “الاوميرطا” الذي قتل فينا النخوة وثقافة الاحتجاج...
من خلال متابعتي لكل الفيديوهات والتقارير الإخبارية المصورة التي تنقل معاناة المواطنين المغاربة من عين الأمكنة التي يتواجدون عالقين بها، سواء من كانوا منهم في رحلات سياحة أو المهاجرون ممن باغتتهم الحاجة لزيارة أهلهم وذويهم بالوطن بسبب طارئ صحي أو وفاة أقارب أو أحد أفراد العائلة، أو لضروة من الضروريات المادية، علما أن معظم مغاربة العالم تعودوا على الاحتفاظ بمدخراتهم المالية بالبنوك المغربية ليعودوا إليها عند الحاجة.. المئات بل الآلاف من هؤلاء وأولئك وجدوا أنفسهم بين عشية وضحاها عالقين بمختلف بلدان العالم، بعد أن أمعنت السلطات المخزنية في منعهم من اجتياز حدود الوطن، من خلال مواصلة إغلاق الحدود الجوية والبرية في وجه أي قادم من الخارج، بل امتد المنع مؤخرا ليطال حتى بعض الراغبين في الخروج من المغرب والعودة إلى بلدان إقامتهم.
وعلى إثر مشاهدتي لتلك الفيديوهات والروبورتاجات التلفزيونية المصورة، استغربت أيما استغراب من طبيعة ودرجات ردة فعل أولئك الضحايا الباردة تجاه قرار إغلاق الحدود في وجوههم، حيث لم يلمس أي أثر لعلامات السخط والغضب في ملامحهم، كما لم يستشف من خطابات الذين يتدخلون في تلك الفيديوهات ما يحمل إشارة أو دعوة للاحتجاج أو التظاهر الجماعي بعين المكان لبعث الرسائل لمن يهمهم الأمر، علما أن قوانين الدول الأوروبية حيث يحاصر الكثيرون من المغاربة تسمح بتنظيم المظاهرات السلمية لكل الأقليات الأجنبية التي تكون قضيتها عادلة ومطالبها مشروعة..
السلبية والاستسلام للأمر الواقع والخنوع والاتكالية والتزام الصمت والوقوف موقف الشيطان الأخرس، واجترار المعاناة في صمت.. هكذا أصبح حال جيل مغاربة اليوم.. جيل تم حقن جينات أبائه الوراثية بترياق القهر والعبودية والاستسلام لكي يكبر وتكبر معه المناعة ضد ثقافة الرفض والاحتجاج، والثورة على المظالم، والمطالبة بإحقاق الحقوق، إنه عينة من جيل شوف واسكت الذي صنعته سيادة قوانين الصمت المافيوزية كالاوميرطا والكوزانوسترا وما شابه..