وجهت شركة “DHL” الألمانية، المتخصصة في الخدمات اللوجيستية، التي تملك فرعا رئيسيا بمدينة العيون، ضربة موجعة لجبهة “البوليساريو” الانفصالية، والنظام العسكري الجزائري، حيث اعتبرت في حساباتها الموقع الاستراتيجي للمملكة كبوابة رئيسية تفضي إلى إفريقيا وكذا الأمن السائد في الأقاليم الجنوبية الصحراوية للمملكة.
ونزلت الجبهة الوهمية، وحاضنتها النظام العسكري الجزائري، بكل ثقليهما في محاولة لدفع الشركة الألمانية إلى سحب استثماراتها من الصحراء المغربية عقب قطع المغرب للتواصل مع السفارة الألمانية بالعاصمة الرباط، غير أن المستثمرين الألمان شددوا على ضرورة تعزيز الشراكة الاقتصادية مع المغرب، بالنظر إلى موقعه الاستراتيجي وسياسته الناجحة في القارة الإفريقية التي أضحت محل إشادة قاريا وعالميا.
من جانبها، عبرت مجموعة “دويتشه بوست” (Deutsche Post) عن رغبتها تعزيز الشراكة الاقتصادية مع المغرب وتثمينها لسياسته الناجحة في القارة الإفريقية.
ورغم قرار المغرب قطع التواصل مع سفارة برلين بالرباط والمؤسسات الألمانية التابعة لها؛ أكد بعض المسؤولين الألمان، على عمق العلاقات التي تجمع بين الرباط وواشنطن، إذ أكدت المسؤولة الإعلامية في وزارة الخارجية فرانسيسا أوبرماير، أن ” ألمانيا لن تتنازل عن العلاقات مع المغرب، ولن تغير سياساتها تجاه الرباط.
وأعرب عدد من المساهمين الأساسيين في الشركة الألمانية العملاقة عن رفضهم لتواجد شركة “DHL” في الأقاليم الجنوبية للمملكة خلال اجتماع للجمعية العمومية للشركة الأم “دويتشه بوست”، مشيرين إلى أن “تواجد الشركات الأجنبية بالصحراء المغربية يعد اختيارا حقيقيا لمبادرة الاتحاد الأوربي بشأن قانون بذل العناية الواجبة في مجال حقوق الإنسان”.
ولجأت جبهة “البوليساريو” الانفصالية إلى مناورات يائسة داخل التراب الألماني، في محاولة لتسميم العلاقات بين الرباط وبرلين، بعد التوتر الذي شاب العلاقات بينهما، وامتد إلى غاية قطع العلاقات مع السفارة الألمانية بالمملكة، واستدعاء الخارجية الألمانية للسفيرة المغربية لتداول الموضوع.
_________________
المصدر بتصرف : https://aldar.ma//