لاتكتبي عن الحب، فأنت شرقية تليق بها كمامة التقاليد! لا تكتبي عن السياسة، فالعالم لايفرق بين إبداء الرأي وبين منافسة الآخرين على كرسي السلطة! لا تكتبي عن الجنس، والبسي كمامة تقيك من إشاعة التجربة الخاصة!
لا تكتبي، واكتفي بقراءة ما يخطه غيرك! فكتاباتك بسيطة جدا! الناس لا تعشق الكلمات التقليدية ولا تغريها العبارات الصريحة.. الناس لا تقرأ الكثير.. نحن نعيش في عالم الصوت والصورة.. صور الفيديو والإثارة.. وليس أي فيديو ينال الإعجاب.. فإذا كنت ترتدين عباءة المرأة الشرقية، أنصحك بالبقاء في قوقعتك، العبي بهاتفك ألعاب باربي ودورا، وشاهدي “روتيني اليومي”، ولابأس إذا تابعت أخبار كورونا.. وإذا سئمت من قوقعتك، اخرجي من عالمك الحقيقي وسافري إلى العالم الافتراضي.. تنقلي بين صفحات سكانه الحقيقيين والافتراضيين.. رُشي جمجماتك دون أن تقرئي ما يكتبونه.. ليس مهما ما ينشرونه.. المهم المجاملة والتواجد في صفحات متعددة ومختلفة.. ساهمي في جمع أكبر جمجمات على الصور الشخصية، والمواضيع التافهة.. مادام ناشرها يرقص رقصة الحمامة.. وعندما تملين من العالم الافتراضي، ارجعي إلى العالم الحقيقي، ستبحثين عن الأشخاص الحقيقيين، لكن للأسف الشديد، ربما لن تجديهم.. لأنهم غارقون في إحدى البحور الافتراضية.. أو ربما سافروا إلى عالم يعتقدون أنه الأفضل..
فنحن بكل بساطة نعيش في عالم أزرق، لونه شبيه بلون البحر.. وعمقه أعمق من أعماق المحيط.. نصدق الأخبار التي تنشر فيه دون أن نتأكد من مصدرها.. نتجول هنا وهناك بعيوننا وعقولنا، تاركين جسدنا في مكانه لايحرك ساكنا! نحن نقتل الوقت بسيف العالم الأزرق.. ونفقأ عيوننا بأشعة الهاتف.. ونزرع الخلايا الميتة في أجسادنا بالجلوس ساعات طوال دون حركة.. نحن نمنع تكاثر خلايا دماغنا لأننا بكل بساطة لا نمنحها الغذاء السليم!
فأهلا وسهلا بالعالم الوهمي ووداعا لعالم حقيقي يحتضر!