طفولة مغتصبة _ قصة قصيرة _
لم أكن يوما لأشتكي وأتذمر من عملي، لكسب لقمة عيش لي ولابنتي، لكنه حسرة على شبابي الذي أفنيته في هذا العمل، فقد كنت بكر أبي، أب لم يرحمني يوما، كنت أول من يستفيق مع بزوغ الفجر، فأغتسل وأحضر الفطور لأخوتي وبعدها أوصلهم إلى كتاب القرية، وما أن أعود إلى البيت حتى أجد أبي ينتظرني وقد حضر لي برنامج يومي الشاق كالعادة، وكل قريناتي يزدهين بلباسهن المزخرف الجميل، ولا أجد لما يفعلن سبيلا، ليشتد عذابي كلما اتجهت إلى الحقل لأقوم بعملي في مجال الفلاحة، وهو عمل شاق جدا ولا علاقة له بقدراتي كفتاة صغيرة.
وبينما أنا على هذه الحال كل يوم، زارنا ذات يوم صديق من أصدقاء أبي، كان عجوزا هرما لا تطيق عيني رؤيته، طالبا من أبي طلبا، صعقت عندما سمعته، نعم إنه طلب الزواج مني.
اختلطت علي الأحاسيس ولم أعلم أأفرح وقد جاء من يخلصني من عذاب أبي؟ أم أتحسر وأنا سأدفن حية وتدفن معي كل أحلامي وأنا في عمر الرابعة عشر؟
استسلمت وسلمت لرغبة أبي فتزوجت، لم ألبث طويلا حتى رزقت بابنة عوضت عني كل ما فقدته من طعم الحياة، بل غيرت كل نظرتي إلى الحياة، فعلقت عليها كل أمنياتي، أسهر الليالي أدعو الله أن تسلم لأرى فيها كل ما حرمت منه، إنها أملي الوحيد بعد وفاة والدها.