“شعلة الحسن” :
حرّم الله أن أحبّ كزينبْ
شعلةِ الحسنِ وجههُا يتلهّبْ
رمّمتني بحسنِها مثل من رمّمَ
بيتًا مهدّما ومخرّبْ
وجهها الوجه لو تبدّى نعيمٌ
وجحيمٌ لعاشقٍ ليس يقربْ
فتنات تسيرُ بي من خدودٍ
طربًا والفؤاد إن يهوَ يطربْ
صعقتني بصاعقٍ من خيالٍ
كغزالٍ في خاطري يتوثّب
كم لها من نهرٍ مضيءٍ بقلبي
كان يجري ومن ضميريَ يشربْ
علّمتني اللقاء شهرًا وشهرًا
بعد شهرٍ فأصبحتْ تتغيّبْ
ليس من جفوةٍ ولكنّ دلًّا
منهُ أبكي وتارةً منهُ أعجبْ
ثقةً أنّني المقيمُ بودٍّ
فإذا ما رمتُ السلوّ أكهربْ
ربّة العذر لو طلبتُ وصالا
وفؤادي يجيبها حينَ تطلب
علمتْ أنني فتى أريحيٌّ
إن تسلني روحي فما أتهرّب
لم أدع للعتاب ثقبًا ولكنْ
أثقبُ الودّ كي تجيءَ وتعتبْ
أسأل الله قبلةً وعناقًا
قبل موتي وأن تزورَ المعذّبْ
إنّ معنى الحياةِ رؤيتها قربي
وإنّ الممات إذ تتجنّبْ