هاقد تعرى الحب من زيف الكلامْ
وارتاح قلبي من عتابٍ واتهامْ
من وصمة امرأة وشر ظنونها
من ذاتها مسجورة بيد الخصامْ
من ألعن الأيام حين عشقتها
حتى كفرتُ بها وكفّرني الغرامْ
لا ألزم الفتوى سوى ممن يرى
في الحب بعد اليوم مقتَرَف حرامْ
لن أدخل المحراب إلا عاكفا
في خلوة النسيان أختصر المقامْ
بيني وبين الأمس نهر خالد
لا جسر يوصله إلى بر أضامْ
بيني وبين العالمين قصيدة
ووصية كُتبت على حجر الرجامْ
هي آخر الذكرى التي لونتُها
في غفلة مني على وجه الأنامْ
كانت حطاما يستبد غباره
بتدفق الأنفاس من تحت الحطامْ
وبراءة قُتلت بأنثى لم يزل
تمساح عينيها دموع كانتقامْ
وجع على وجع على غثيانه
تتفطر الأحزان فيه بلا أسامْ
ينسى اسمها وصفاتها وطعونها
والخنجر الموؤود في جرح الختامْ
إني غفرتُ لقاتلي ودمي الذي
بيديهِ يزرع بعث أصناف الأثامْ
إني غفرتُ لكل من هُم قبله
وتكفل النسيان بالنسيان عامْ
وبكل عام جُدِّدتْ رحماته
لتعم أهل الذنب في فصل الظلامْ
تسبيحه وهم تعذر وهم
ماء على أقدام من ماتوا أوامْ
من سيرة الغصن المُرقّط خصفةً
للمهبط الملغوم شرا وانفصامْ
للزهرة العنقاء في تأويلها
للموعد الغجريِّ في حضن الغمامْ
للرجفة السكرى لمعصم زجرها
للقُبلة الثكلى على شفة السلامْ
لصحائف طويت بحبر وداعها
في رمس قربان ثوى فيها ونامْ
للموت نبضي، للجحيم مآلُها
لشريعة المنفى صداها والهُيامْ
ذهبتْ بلعنة “لا غرام” لموعد
لن يخلف الأثر الذي بين الزحامْ
لولا رسالته التي نُبذت هنا:
لك موعد لن تخلفيه بلا انهزامْ
يا أنتِ يا “منهن” يا وطن الأسى
وصواحبات الكيد في سجن العظامْ
إني أكسّر أضلعي فلعل ضلـ..
..ـعا يذبح القلب المعذب في اضطرامْ
الموت راحة عاشق متغافل
قد صار كالمهديِّ منتظَراً يُرامْ !