ذَاكِرَةُ الجَسَد ــ د. جواد يونس أبو هليل

0
716

في جيدِ قَلْبي الغَضِّ حَبْلٌ مِنْ مَسَدْ

 وَالْهَجْرُ يُحْكِمُ فَتْلَ ما شَوْقي عَسَدْ (*)

لَمْ يَخْنُقِ الهِجْرانُ عِطْرَ حَبيبَتي

 ما كانَ يَحْبِسُ طيبَ رَوْضٍ ألْفُ سَدْ

ما زالَ يُذْكي الشَّوْقَ عابِقُ عِطْرِها

 لَمْ يَمْحُ طولُ الْبُعْدِ ذاكِرَةَ الْجَسَدْ

فَلَقَدْ سَبى قَلْبي وَلَمّا يَرْمِهِ

ظَبْيٌ يَهابُ سِهامَ عَيْنَيْهِ الْأَسَدْ

ما كانَ تَرْكي الْوَصْفَ ضَعْفَ قَريحَةٍ

 لكِنَّني أَخْشى عَلَيْهِ مِنَ الْحَسَدْ

أَوْجَزْتُ في وَصْفِ الْحَبيبَةِ عامِدًا

 إِنْ زادَ مِلْحٌ في الطَّعامِ فَقَدْ فَسَدْ

سَأَظَلُّ أُحْذي الصَّحْبَ مِسْكَ يَراعَتي

 لَوْ قيلَ سوقُ الشِّعْرِ في وَطَني كَسَدْ

ــــــــــــــ

(*) عَسَدَ الحبْلَ يَعْسِدُه عَسْداً: أَحكم فتله. (لسان العرب: مادة عسد).

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here