ما الذي يدفع الحزب الحاكم في المغرب لأن يعقد مؤتمره الجهوي لجهة المغاربة المقيمين بالخارج في مدينة بلجيكية صغيرة؟
حزب في حجم حزب الحمامة الذي يجعل من نفسه منقذا للمغاربة من مرحلة حكم “أصحاب اللحى” الذين أغرقوا المغرب والمغاربة في مستنقع الأزمات الاجتماعية والسياسية والهوياتية، وطبعوا مع محتل القبلة الأولى وهم أصحاب الدعوات المتجهة نحو السماء والتي تختصر في“اللهم أهلك اليهود والنصارى“.
حزب في حجم أو بالأحرى في لا حجم حزب الأحرار الذي وكأن حاله ينكر أنه كان شريكا للحكومات السابقة المتهمة بتردي الوضع المغربي والذي وعد مغاربة العالم بالمن والسلوى والعسل لكن وعوده تحولت إلى إعادة التربية لهم، وكأنه انتهى من مشروعه الداخلي والتفت إلى مغاربة العالم، خزان العملة الصعبة وسيد التحويلات نحو الداخل دون أن تكون له مهمة أخرى غير التمويل، دون الالتفاتة إليهم كامتداد للمواطنة المغربية خارج الحدود بما يتطلب من تخويلهم حقوق مغاربة الداخل نفسها وليس وصمهم بمواطنة ناقصة أقل تجلياتها إشراكهم في العملية السياسية ترشحا وتصويتا.
حزب في لا حجم حزب الكوتا السياسية والافتصادية المخزنيتين التي لا تتوجه منحنيات منجزاته لإرضاء الفقراء والمضطهدين وإنما فقط أقلية تملكت السلطة واستحوذت على المال، لا يمكن أن يرى في مغاربة العالم إلا فرصة استثمارية. لكن بعض خطبائها في هذا المؤتمر الجهوي حاولوا التركيز “بأخطائهم اللغوية” سواء نطقوا بلغة موليير أو بلغة الأسود الذؤلي على الطاقات المهجرية ليحشروهم في مشروع ما يدبر له الحزب لا يمكن إلا أن يكون لجمعهم في سلة الولاء له والتأهيل لشراء الذمم التي قد تقف خارج خانة توقعاته مما قد يضر بمشروعه الاستحواذي للجالية.
هل سينجح الحزب أو “الشركة الاستثمارية السياسية” في تحقيق أهدافها الخطيرة في أوروبا وبلجيكا بلد إقامتي تحديدا، أم سيكون مآله نفس مآل من سبقه من أحزاب حاولت القيام بنفس ما يحاول أن يقوم به لكنها فشلت.
وحدها طاقات مغاربة العالم من تملك الجواب؟