” الطاجين المغربي.. اللغز البسيط ! ” :
…
الطاجين “باللحم أو الدجاج” في المغرب حكايات.. طبق تحتار في وصفه، بسيط لكنه مدهش، سهل لكنه شهي، رائحته تـ”كلبش” في الأنف كفرقة مارينز لا تتركك إلا وأنت جليسه، والجميل في الأمر أن لكل منطقة في المغرب طقوس إضافية تجعله – رغم تشابه الاسم — طبق يحمل اسم “طاجين” لكنه مختلف عن نفس الطاجين لو أكلته في مدينة أخرى أو منطقة غير.
الطاجين هو عبارة عن وعاء من الفخار “الطين”، وله غطاء مخروطي من الفخار أيضا، يوضع فيه اللحم أو الدجاج، وفوقه الخضار، كوسة “قرعة” وجزر “خيزو” وبطاطس “بطاطا” وممكن بصل وطماطم، كله مع بعضه كده وقليل من الماء والزيت والعطرية، ويوضع على نار مهيله “منخفضة” ليطيب أو يستوي، وخلال الرحلة التي قد تستغرق ساعة ونصف أو ساعتين، تشم رائحة كالمقدمة الساخنة لحفلات مهرجان كان السينمائي، تقديمة تجمع عناصر التشويق والإثارة، لطعم هذا الطبق السهل في الإعداد، الرائع في طعمه.
الطاجين في شلالات أوزود له نكهة مختلفة، عن ذلك الطاجين السوسي الذي أكلته في أكادير، غير الطاجين في تطوان وطنجة شمالاً، رغم أن المكونات واحدة، والخضار واحد، وحتى وعاء الفخار واحد، لكن الطعم مختلف، ربما السر في التوابل كما عرفت ونشرت في منشور سابق، التوابل أو خلطة “راس الحانوت”، لا أعرف.
أكلت الطاجين باللحم والدجاج، وبكفتة اللحم، وكفتة السردين، وطاجين بالحمام، والفاكهة المجففة، أنواع عديدة من الطاجين يبدع المغاربة في إعدادها، الجميل فيها مزج الحلو بالمالح، مع الخضار مع اللحم، توليفة مع القرفة والزنجبيل والزعفران والثوم ورأس الحانوت، الكمون، والفلفل، يخرج لك مكون لا يحتاج لمقبلات أو فواتح شهية بجانبه، الرائحة ستقوم بهذا الدور، فقط تحتاج لخبز وبراد آتاي، لتخوض تجربة متميزة لن تنسى رائحتها وطعمها ومذاقها ما حييت.. إلى جانب الطنجية المراكشية، وهذه لها قصة وحدها.
#يوميات_صحفي_في_المغرب