حرية على صفيح من ألم ــ الشاعر عبد الله محمدي

0
10

هذا العالَم مَسخ
قد تردت فيه الأجساد بما حملت
عن قصد أو غير قصد
مرغمة على الانسياق
خوفا مما يترتب عن الإفلات
لا أحد يمكنه النجاة من العواصف
فهي مدروسة في كتب النزوات
فريق تعد على الأصابع عناصره
تتحكم في الرقاب وفي الغايات
تُعد الموت للقطيع
إن حاول الهروب من النائبات
تهديه جزرة بها سُم مميت
على طول أيامه الباقيات
أو تشبعه لكما وجرا وعصرا
حتى يأتي طالبا عفوا عن ظلم سيده
لعل ينال رضاه
فيزيد يوما في حياة الذل
مثل بقية الكائنات
أما أنا فقد صرفت ناظري عن طريق
تعج بالتابعين في الظلام وهم الوعود
وسطرت لي طريقا متحديا أعتى الطغاة
هدفي وجود أنا صانعه
تضيئه أشعة تحرق من تصدى
ليصنع لي حواجز وهمية
حطمتها كلها بأظافر العزم والفعل
أبني حياتي مستقلا
أسكن قصرا في النجوم الساطعات
أوزع النور على النائمين في الردى
لعل تستفيق بعض النفوس
بعد أن تنجلي غيوم الزيف
وتتمزق أقنعة فتصير إلى زوال
ويرجع الإنسان حرا
يمارس حقه في الحياة
عند ذلك أفخر أنا بإحياء الكائنات

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here