حديث البحر
تتصارع أمواجه فتنحني
لشاطئ وقفت به محاسني
تتعالى بي همسات رياحه
تتفاخر بصبابتي وحنيني
عبراته منذ القديم غواية
وعبابه حركاته أركاني
وأصابني بسهامه وأصبته
نظراتي حملت له وجداني
نسماته غربية شرقية
وجماله وجلاله سحراني
ولقد رمى بحباله فتسارعت
من وجدها لتعانق أحضاني
تتخالط أهواؤه بنسائمي
وتداوي بكلامها أشجاني
وهديره في جزْره في مدِّه
صرخاته وكأنها أحزاني
أمواجه لجية متلاطمة
تتهافت قطراتها لتراني
تتفاوض مع ريحها بمرونة
بعذوبة تتبختر تغشاني
نطق الجوى ما بيننا أنشودة
نظمت له من سحرها أوزاني
هو غارق بقصائدي ويحبها
متجاوبا متفهما لزماني
أسراره أزلية وعنيدة
ولكم رأت شطآنها من فاني
أنا لم أزل أتعلم جريانه
ووصول شريانه شرياني
فوصاله وشباكه عربية
بحروفها يتزايد إحساني
وهنالك ما بعده لا ينتهي
أعماقه تتشابه بالإنسان
أنا ها هنا لأشاهد تسبيحه
لأعظم أمواجه بتفاني
أنا هاهنا وأقولها بصراحة
فرسالتي للبحر من إيماني
ولعمركم عشقي له لا ينتهي
أمواجه تحكي لكم طوفاني
فحديثه منذ القديم مدوَّن
وحديثي عبراته ولساني
متفاعلن بجموده بهديره
متحاور ومعلم ربَّان