” بغداد في وسط القلوب تصور “
بَغْــــدادُ في وَسَطِ القُلوبِ تُصَّــورُ
وَبِذكْرِها قِمَــمُ المَحافِــــلِ تَزْخَـــرُ
الشَّمْسُ يَشْرُقُ نـورُها بِسَمائِهـــــــا
فـَبَهاؤهــــا بِصَفائِهــــا يَتَجَـوْهَـــرُ
يا بَلْسَــــماً كــُلُّ الجُــروحِ تَـلاءَمَــتْ
إلاّ جِراحَكِ في الفُـــــؤادِ سَــتـُفْـغَــرُ
وَكَأنَّ نـوراً يَسْــــــتَفيـضُ رِحابـَهــــا
ما في القلوبِ، وَحَسْــــبُها لا تُقـْهَــــــرُ
بَغْـــدادُ تَأتَـــلِـقُ العَزائِــمُ دَرْبَهــــــا
تـَزْهو وَفي عِظَمِ المَفاخِـــرِ تَـفْـخـَرُ
إنَّ الشــبابَ عَزيـــــزَةٌ بِنِضالِهــــــــا
وَبِها السَــــــــماحَة ُبالأخُــوّةِ تُصْهَــر
إنَّ النُفوسَ الشّامِخـاتِ رَواؤُهــــــــــا
فِـكْـرٌ يُفَلسِفُ للحَيــــــــــاةِ فَيَــثـمُــرُ
فيها الجُموعُ سَمَتْ لِتَحْمِلَ قَصْدَهـــــا
تَمْحو الخَطيئـَةَ وَالسّـــعادَةَ تُصْدِرُ
نُصِبَتْ مَـرابِعُ للعُــلا . بِشِــموخِهــا
تَـسْـمو الحَضارَةُ بالعلـــومِ فَـتُـزْهُـــرُ
مازِلـتِ شامخة ً وَذكـــــرُكِ ذائِــــعٌ
وَشَــذاكِ حَـولَ أَريجِــهِ يَتَـمَحْـورُ
كُلُّ القُلـــوبِ تَضامَنَـتْ في عِـزّهــــا
وَالخـَيـْــرُ كُــلُّ الخَيـْــرِ فيمــا تُظْهِـــرُ
فيها العُــــروبَة مَصْـدَ رٌ لِـنِضالِنـا
وَبِـها الرُجولَـةُ، بالإبـاءِ وَتَفْـخَــرُ
جُـمِعَـت مَحافِــلُ للبَهــــاءِ فـتـزدهـي
في ذِكرها تَســمو النُفوسَ وتَسْـــحَرُ
وَجَمــــالُ حُسْــــنِكِ جارِحـاً لجَوارِحي
أشْـــعَلـْتِ نـاراً بِالـفُــــــؤادِ سَـــتَسْعَـرُ
* * *
ودَجَى عَليـــــكِ الليـــلُ يُظْلِــمُ وَجْهُـهُ
بِشُـــــموخِ وَجْهِــكِ لَيـلُنـــا لا يَـدْ جُــرُ
إنَّ العَــدالَةَ في الحُـقـــــوق صَنيعُهـا
جَبْــــرُ النُفوسِ مُـرادُهـــا لا تُكْسَــــــرُ
بَغْـــــدادُ سيري في الحَيــــاةِ عزيـــــزة
ما تَحْلَميـــــنَ مِنَ الأمـــورِ سَـــــــيُعْمَر
وَرِحابُ أصْـــداءٍ سَـــــــنَـتْ بِتَـواضِــــعٍ
بِكَـرامَـةِ الأخْيــــــــارِ عَـزمــاً نَـفْـخَـرُ
وَبِسِـــــحْرِ عَيْنَيكِ الجَميلَـــةِ نَحتَـــفي
وَلِغُصْنِك ِ مــاءُ دِجْلَــــــــةَ يَخْضُــــرُ
تَسْمو النُفوسُ وَسَــــــــــمْتُها مُتَواصِلٌ
عِنْـدَ الحَقيقَــةِ . وَالتَّزَلّـفُ يَخْسَـــــــــرُ
إنّ الحَيــــاةَ عَزيزَةٌ في سَـــمْـتِهـــــــا
وَأعَــزُّ مِنها ما العُـــقـــولُ تُفَـكِّـــــــرُ
وَتَعَلَّقَـتْ فيها النُّـفـوسُ عَـــزيــــــــزَةً
وَبِها القُلوبُ مِنَ المَكــارِهِ تَسْـــــــــخَـرُ
فَإغاثَـةُ مَلْهــــوفٍ وَدَمْعَــةُ جــائِــــــعٍ
وَدَواءِ مَوجــوعٍ قَضى يَتَضَـــــــــــوّرُ
وتسامَحَتْ بِضِفافِ دِجْلَـةَ أنْفُــــــــــــسٌ
بِـرِحـابِهـا كــلّ الــــورود سَــتَـزهُـــــرُ
بَغْــدادُ تَسْــبَحُ بالفُـــــــــراتِ لِتَرْتَـوي
وَضِفافُ دِجْلَـةَ تُـرْبُهــا يَتَعَـطَّــــــــــرُ
فَإذا تَناهى للرُصافـَـة ِ ، شــــــوقهـــــــا
فَالكَرْخُ يَسْـــعَـدُ وَالصّـــدارَةُ تَكْبُـــــــــرُ
وَالبازُ يَشْمَخُ وَالمُعَظَّمُ شــــــــــاخِصٌ
وَالكاظِمــــــانِ بِفَـيْئِهِـــمْ نَـتَنَـــــــــــوّرُ
وَأبـو نــُؤاسٍ والوليــــــــد قُـصـائِــــــدٌ
صيغَـتْ بَـلاغَتُهـا وبـــــــانَ الجَوْهَـــرُ
بِنْتُ الرشـــيدِ وَفي خِصـــــالِكِ هَيْبَــــةٌ
وَأبــو حَنيفَـــــــةِ وَالجُنيــدُ وَجَعْـفَـــــــرُ
وَتَفـَتّحَـتْ كـُلُ القلــوبِ بِـفَرْحَــــــــــةٍ
مُـزِجَـتْ أناقَـتُـهـا وَفــاحَ المَصْـــــــــــدَرُ
وَشَّواطِئ مَسْحورَةٍ بِجَمالِهــــــــــا
فالأعْـظمِيَـةُ بالــوِرودِ تُـؤطَّـــــــــــرُ
والكاظِمِيّةُ في المَحافـــــــــلِ تزدَهي
مَجـــداً إلى عــزّ النُفــــوسِ يَــقَـــدّرُ
فِاذا الحَيـاةُ كَفَجْـرِ صُبْحٍ مُشْـــــرِقٍ
يَغْشــاهُ نــــورٌ وَالحَـوادِثٌ تَـصْغُــرُ
مـا جَـدّ أمـــرٌ أو تَـقـــادَمَ وَقْــتُــــــــهُ
إلّا وَفي عِلْـمِ الحَقيـقَــةِ يُصْـــــــــدِرٌ