تعظيم الصحابة لنصوص الهدى والرشاد في كتاب “النص والاجتهاد” __ الشاعر زيد الطهراوي

0
54

“تعظيم الصحابة لنصوص الهدى والرشاد في كتاب (النص والاجتهاد)” :

في كتابه القيم “النص والاجتهاد” يوضح الدكتور سمير مراد معنى النص وما يراد به، وكذلك الاجتهاد، ويؤكد أن النقل الصحيح لا يخالف العقل الصريح وهذا ميزان الله، فإن الله تعالى لم يمتدح العقل إلا حيث وافق الفطرة والشرع،
ودلالة النصوص إما قطعية وإما ظنية، وما كان قطعي الدلالة فهذا لا يمكن معه اجتهاد مطلقاً في ذاته، بخلاف ما إذا عرض له عارض أوجب التعارض بينه وبين نص آخر، أو مع مقصد من مقاصد التشريع.
وأما الدلالة الظنية أو الظاهر لاحتماله معنيين أحدهما أرجح من الآخر، فهذا يجوز الاجتهاد معه أي : فيه.
وتكلم المؤلف عن فرع مهم وهو حكم الاجتهاد في إعمال النصوص، وتقديم بعضها على بعض، ويوضح المؤلف أن الصحابة عدول ثقات لا يتجرأون على مقارعة النص باجتهاد أو رد، فهم يجلون ويعظمون رسول الله صلى الله عليه وسلم،
وأنهم لا يجتهدون في مقابل النصوص فهذا توسع و تجرؤ، بل يجتهدون في إعمال النصوص رعاية للمصالح، وهذا يقودنا إلى الحديث عن المصالح والمفاسد، فالمصالح ليست درجة واحدة بل ثلاث درجات؛ فمنها المعتبرة ومنها الملغاة ومنها المرسلة، ويتحدث الكاتب عن مقاصد التشريع فهي ثلاثة أقسام : ضروريات وحاجيات وتحسينيات عن ارتباطها بالفتوى، وعن سد الذرائع وتغير الفتوى، وعن علاقة سد الذرائع بمقاصد الشريعة.
وبعد هذا التقديم الضروري والمهم يضرب المؤلف الأمثلة،
فيدحض افتراء أصحاب الفرق الضالة الذين أرادوا الانتقاص من الصحابة الكرام أتقى وأنقى الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، واتهامهم بأنهم يعارضون النصوص الشرعية.

وأخذت هذه الأمثلة حيزاً كبيراً من الكتاب، فقد وضع المؤلف فيها الحجج الكافية المقنعة، وأثبت تزوير هؤلاء لنصوص أئمة الفقه، وأثبت أنهم تصدوا لمواضيع ليست من اختصاصهم، فأتوا بالأخطاء الشنيعة وأضلوا أتباعهم.

 

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here