أهان الشاعر السوري نزار القباني الشاعرة الكويتية سعاد الصباح في إحدى مهرجانات مصر للشعر العربي. حيث تلعثمت ولم تتمكن من إلقاء قصيدتها، فقال لها مهينا: (انزلي وتعلمي العربية قبل الشعر). فكتبت قصيدة (لا تنتقد خجلي)، وجهت له فيها لوما شديدا لإحراجها وعدم رحمتها وهو الشاعر المفروض فيه أن يتفهم صعوبة الوقوف على منصات إلقاء قصائد أمام جمهور كبير. ولقد اعتذر إليها بعد أن تلقى عتابها هدية له، القصيدة التي غنتها الفنانة الكبيرة نجاة الصغيرة وهي من ألحان كمال الطويل.
إهانة شاعر كبير مثل نزار قباني، الذي تؤخذ أشعاره على أنها دفاع وتكريم وحب للمرأة..، إهانته لامرأة وشاعرة تتركنا نطرح تساؤلا كبيرا: هل كان نزار قباني يؤمن فعلا بما كان يكتبه في قصائده؟ و يمكن إضافة تساؤل آخر: ألم يهن نزار المرأة في كثير من قصائده؟..
فلنستمتع بأداء نجاة الصغيرة التي أدت الأغنية بجمالية ردت الاعتبار للشاعرة الكويتية سعاد الصباح التي كتبت القصيدة بكلمات قوية ومؤدبة وجميلة.. لقنت بها درسا كبيرا لنزار قباني عن التواضع..
(لا تنتقد خجلي
لا تنتقد خجلي الشديد فإنني..
درويشة جدا وأنت خبيرُ
يا سيد الكلمات.. هبني فرصة
حتى يذاكر درسه العصفورُ
خذني بكل بساطتي وطفولتي
أنا لم أزل أحبو وأنت كبيرُ
أنا لا أفرّق بين أنفي أو فمي
في حين أنت على النساء قديرُ
من أين تأتى بالفصاحة كلها
وأنا.. يموت على فمي التعبيرُ
أنا في الهوى لا حول لي أو قوة
إن المحبّ بطبعه مكسورُ
إني نسيت جميع ما علمتني
في الحب، فاغفر لي وأنت غفور
يا واضع التاريخ.. تحت سريره
يا أيها المتشاوف المغرورُ
يا هادئ الأعصاب.. إنك ثابت
وأنا على ذاتي أدور أدورُ
الأرض تحتي دائما محروقة
والأرض تحتك مخمل وحريرُ
فرق كبير بيننا يا سيدي
فأنا محافظة.. وأنت جسورُ
وأنا مقيّدة.. وأنت تطيرُ..
وأنا محجّبة.. وأنت بصيرُ
وأنا.. أنا.. مجهولة جدا..
وأنت شهيرُ..
فرق كبير بيننا.. يا سيدي
فأنا الحضارة
والطغاة ذكورُ!