القلب ليس قاعة انتظار مكيفة تستريح فيها قليلا ثم تكمل مشوارك في الحياة لمحطات أخرى، والقلب ليس ابدا مكانا لمغامرة جديدة تبدؤها لمجرد أنك مللت رتابة حياتك او زهدت فيها !!
فالحب ليس مجالا للتجربة لانه وببساطة يسكن القلب ويتملكه والقلب هو حرم الجسد ومحراب الروح، لذلك يجب ان يكون طاهرا ومقدسا حتى يعيش.
إن الحب في ذاته هو ميثاق أمن وامان وسكينة وثقة تعطيه لمن يفتح لك قلبه، فلا مجال فيه للنكوص او النّكوث، إن حبك عندما يتمكن من قلب شخص ما فهنا تكون أمام اختبار الايمان والخوف من الله، لان ذات الحب هو وعد شرف، والشرف اذا تدنس بالخيانة والغدر فلا شيء يطهره. إن القلب وعاء الحب والحب مالم يكن طريقه حلالا فالروح لن تحتمله وسيكون شيئا دخيلا عليها، ولا يمكن لقلب سليم أن يكون محرابا للروح وهو يحمل حبا مغمسا بالحرام ومدنسا بالشهوات. فهنا ستمرض روحك لأن الروح هي من أمر الله وماهو ليس لله فلن تجد فيه سعادة ولا حياة، ولكنه لذة زائلة ومؤقته تزول حلاوتها وتبقى آلامها واثامها.
إن الحب الحق لن يستحق شرف اسمه ولن يكون أهلا لأن يحمله قلب مالم يكن مقترنا بنية الحلال، فما كان لله دام واتصل وماكان مجرد شهوة حتما انقطع وانفصل لانه وببساطة سيكون هناك دائما تنافر وصراع داخلك بين فطرتك السليمة النقية وبين هذا “الحب” المزيف الحرام ولن تستقيم حياتك حتى تصلح امر قلبك، فإما تتخلص من شهواتك وتترفع عليها ويكون حبك لله أكبر من حبك لطريق الشهوة والمعصية، وإما يتطهر حبك ويتقوى بالحلال على شرعة الله وهنا سيباركه الله ويبارك قلبك وروحك ويجمعك بمن تحب تحت سقف واحد. فالحبيب حقا هو من يجعل وجودك في حياته عيدا ابديا لاتنتهي مراسمه، الحبيب هو الذي لا يجعلك تخجل بحبك وترفع راسك به عاليا امام كل الناس ولا تخجل من نفسك وانت تقف للصلاة بين يدي ربك، والحب هو ذلك الشغف الذي لا تنهيه لحظات الرعشة على الفراش او لانتهاء مصلحة ولا يتقادم بالأيام والسنين .
وفي النهاية تذكر ان الحب الحقيقي هو ذاك الذي ياخذ بيدك إلى الله، الذي يحافظ على طهارتك الروحية، ولا ينتهك حرمات جسدك، والمعيار هنا سهل وواضح ، فكل علاقة بشخص تقطع علاقتك بربك او تحول بينك وبينه فلا خير فيها ولا بركة. والعكس صحيح فحين تجد طريقك لله حتما ستجد الحب والحبيب ، فمن وجد الله وجد الحب.
و”كل يوم لك في حضرة الله هو عيد.”
#الله_محبة ♥♥