

ما أقرأه من تعليقات أو أسمعه من بعض الأشخاص الذين صنعوا لهم شهرة ووضعية اجتماعية واقتصادية مريحة بسبب الطعن في دينهم حول المجزرة الإرهابية يصيبني بالغثيان. مهما حصل فإن عدسة الكاميرا مصوبة على الإسلام، إذا مات خمسون مسلما في نيوزيلندا فالسبب هم المسلمون أنفسهم، إذا قتل مسيحي متطرف مسلمين فالمشكلة في التراث الإسلامي، إذا قتل يهودي فلسطينيا فالمشكلة في التراث الإسلامي، إذا اقترف مصل جريمة سطو فالمشكلة في التراث الإسلامي، إذا استبد حاكم بلد عربي بالناس فالمشكلة في التراث الإسلامي الذي يعتنقه الناس.
والحال أنهم لا يعرفون من التراث إلا ما يقول لهم أسيادهم.
ليست قضية قناعات بل قضية عملات، طالما يتلقون الأموال فهم مستعدون لبيع شرفهم وشرف مجتمعهم. حتى العرب في الجاهلية كانوا رجالا وعندهم نبتت مقولة: تموت الحرة ولا تأكل من ثديبها، لكن هؤلاء لا يأكلون من الثدي، لقد قطعوه تماما.
حتى في الغرب الذي نعتبر قياداته السياسية متحيزة ضد العرب والمسلمين هناك مثقفون تنحني لهم في الطريق حين يمرون، لأنهم يجهرون بالحقيقة ولا يبيعون أنفسهم مهما كان المقابل.
المشكلة أن هؤلاء يتحدثون عن الحرية لكنهم يتصرفون كعبيد، يتحدثون عن الإصلاح لكنهم يفسدون أنفسهم. وقديما قال الشاعر:
ومن يك ذا فم مر مريض
يجد مرا به الماء الزلالا.