بالأحمر – فريد كومار

0
638

كلما وقعت عيناه على لون أحمر، انقبضت أسارير وجهه، انتابته رعشة من قمة رأسه لأخمص قدمه، انتبه أصدقاؤه إلى هذه الحالة التي تعتريه بلا سبب واضح. قال الأول مفسرا: قد يكون به مس أو إصابة سحر، أو سكنه شيطان أحمر. وقال الثاني: لعل الأمر يتعلق بماضيه، فربما وهو طفل، حضر حادثة أو مجزرة ساح فيها الدم. فصار الأحمر عقدته، وذهب كل واحد في التفسير مذهبه. أما الحقيقة التي يعرفها هو وحده ولا يستطيع البوح بها لأحد، فهي أن أحد معلميه في السلك الابتدائي كان يختاره من بين التلاميذ نموذجا تطبيقيا لأسوء إنشاء في الفصل، فيستل من جيب وزرته سيفه، قلمه الأحمر، فيشرع في (تشرميل الكلمات) حتى تنزف الورقة حبرا أحمرا، كل ذلك وهو يقهقه ويصرخ ساخرا منه وأمام التلاميذ، ولم يكف هؤلاء طوال الأسبوع الذي يلي الحادثة يكفون عن الهمز اللمز جهرا وسرا فيه، ويلوذ فارا من سياط ألسنتهم، حتى تملكته الحالة التي هو عليها.

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here