ذات مساء
زارتني في خلوتي امرأة
تغتصب ابتسامة كئيبة
دمعتها تنزل برذاذ خفيف
كخيط يربط الأرض بالسماء
تأملت وجهها العابس
في محبس الصمت معصوبة العينين
تغرق في جمود ثقيل
كغيمة في أفق خيالي سوداء
رسمت بمقلتيها دائرة
لتحدثني عن ضوء الشمس
ذاك الأصفر الفاقع البديع
ممزوجا بالصخب والغناء
زحف الوقت بيننا بطيئا مرهقا
نحس لهيب الألم
يتضرم في كل موضع من الجسد
نلتقط أدق الأصوات في الخارج
لنتعود على النكبات
بعد رقاد طويل
استيقظت من غفوتها على ضجيج الصرخات
وكأن كابوسا كان يجثم على صدرها
ولم يعد يصيبها بالغثيان
تملكتني رغبة مفاجئة
وشيعتها بعيني في شغف
حتى واراها الباب
لأننا كنا أحياء كالأموات..