Home Slider site المقهى الأدبي الأوروعربي في بروكسيل وموسم جديد للإبداع – مؤمن الوزان
انطلق أمس السبت المصادف السابع من أيلول/ سبتمبر الموسم السادس (2018-2019) للمقهى الأدبي في بروكسيل بدورته التاسعة والثلاثين (39)، المقهى الذي انطلق موسمه الأول (2013-2014) وشهد تطورا مميزا على مستوى الداخل الأوروبي أو حتى في الخارج العربي، ضم بين جنباته مبدعي المهجر على مستوى الشعر والرواية والفن، ومن مختلف الدول الأوروبية كفرنسا وهولندا وألمانيا وإيطاليا، وبعض الضيوف الذين كانوا يتناوبون الحضور من دول المشرق والمغرب العربيين. فمع البداية التي مضى عليها خمسة أعوام كانت ريادة المقهى الأدبي في بروكسيل واضحة، فمؤسسه الشاعر والروائي أحمد حضراوي والأعضاء البقية في المقهى الأدبي عملوا على رسم لوحة ثقافية مغربية مشرقية أوروعربية ذابت في طياتها ولملمت أياديهم الرحبة كل الاختلافات الفكرية والعرقية والأدبية، معطية صورة مثالية للمثقف العربي ومثالا للآخرين، حيث كرم الاستقبال وحُسن الضيافة والأخلاق الرفيعة والمناقشات الهادفة والجو العائلي المشرع الأبواب لكل محب للأدب والثقافة. وكانت رسالتهم واضحة منذ أول يوم أن هذا المقهى ليس حكرا لفئة من الناس دون أخرى، والدعوة الشهرية لجلسات المقهى الأدبي دائما ما كانت عامة للجميع، فالأدب والثقافة تسع الجميع. كان من بين نتائج هذا العمل المتفاني؛ افتتاح مجلة الديوان الإلكترونية وهي مجلة أدبية تابعة للمقهى تنشر بصورة دورية أعمال المبدعين، وانطلاق برنامج الديوان على قناة مغرب tv، وهو برنامج أدبي يقدمه الشاعر أحمد حضراوي مع نخبة من مبدعي الأدب والثقافة، وكان لي شرف الحضور في إحدى حلقات هذا البرنامج. وفي مستهل الحديث عن حضوري في المقهى الأدبي، فإن هذا الموسم هو الموسم الرابع لي مع هذه العائلة الأدبية التي حباني بها المهجر، وما زلت أذكر أني قد حضرت أول موسم في أول يوم وطأت قدماي بها أرض بلجيكا، فارتبطت هذه البلاد بهذا المقهى، وأنها لتبقى ذكرى عزيزة على قلبي.
وفي دورة الأمس تناول المقهى الأدبي رؤاه في انطلاقة موسمه الجديد، وأكد الحضورُ -والذي شهد عودة الشاعر محمد كنوف بعد مدة غياب بسبب المرض- على عدة نقاط شملت مواضيع مشاكل الثقافة العربية والمثقف العربي في المهجر، وما هي الوسائل والسبل التي تساعد على إيجاد أفضل الحلول لمثل هذه المشاكل، وأيضا كان الحديث والتركيز واضحا على موضوع التعددية الثقافية، خاصة في بيئة كبيئة أوروبا حيث تختلط فيها جميع الأعراق والألوان والأشكال، والتي تمثلت في المقهى وحضوره ذوي الهويات المغاربية والعراقية والسورية وغيرها، والتأكيد على أهمية تخصيص دورات يكون موضوعها الرئيس هذه النقاط.
المشهد الثقافي في المقهى يتوسّع بآفاقه يوما بعد آخر ليؤكد على دور المثقف الريادي في قيادة المجتمع، وأن يكون في الواجهة لا أن يكون قابعا في الخلف ومهمشا. وتبلورت دورة الأمس على مواضيع يخص بعض الجالية المغربية في المهجر سيتم الإعلان عنها في الدورات التالية، ولم يغب عن رؤية المقهى ومنهاجه صوت المرأة النسوي، العضو الفعّال والنشط وعصب المقهى الأدبي. فاتفق الحاضرون على أهمية الصوت النسوي وإفساح المجال له، هذا المجال الذي كان المقهى الأدبي محتفيا دائما بدور المرأة والتأكيد على تأثيرها في مجالي الأسرة والمجتمع، وأن عليها أن تكون دائما في الواجهة وأن لا تتراجع إلى الخلف، وللمقهى الأدبي مبدعاته دائمات الحضور وضيفاته اللاتي يشرفنَّه دائما، ليؤكد دائما رغم جميع العقبات التي تواجهه، وهي عقبات لا بد منها، على أنه مقهى الجميع ذكورا وإناثا.
وقد تم أيضا -كما هي عادة افتتاح مواسم المقهى الأدبي لكل سنة- انتخاب المجلس الإداري الذي سيقود نشاطات المقهى لهذا الموسم انتخابا حضوريا ومباشرا، تشكل من جنسيات مختلفة يترأسه لهذه الدورة الشاعر مصطفى لويسي بالإضافة إلى ستة آخرين.
واختتمت الدورة بتوقيع رواية الروائي والشاعر أحمد حضراوي الأخيرة “شيشنق الأمازيغي الذي حكم مصر”.