المثقف الذي يقرأ كتبا في مجالات متنوعة ولا يقبل كل ما ورد فيها إلا بعد أن يخضعه لميزان النقد والتحليل، مختلف كليا عن المثقف (يسمى مثقفا من باب التجاوز) الذي لا يقرأ إلا ما يخص مجالا معرفيا واحدا، ولا يقبل إلا على الكتب التي تتبنى نفس المواقف والأفكار.
النوع الأول، هو مثقف حقيقي، لأنه يعمل عقله، ولا يصدق ببلاهة كل ما يقال له، أما النوع الثاني فهو مثق تابع، خاضع، يتبنى أفكار الغير ويعتني بها كما لو كانت أفكاره هو، وعند أول نقاش يجمعه بمثقف حقيقي، تظهر سوأته. بصدق، كيف يمكن لإنسان ما أن يثبت، حتى النهاية، جدارة أفكار استعارها من غيره؟