فلسطين، ليست قضية شعب سكنوا على أرضها، وليست حكرًا على البعض، فلسطين قضية أمة واحدة، هي عقيدة، هي دين.
لم يخرج صلاح الدين لأجل تحريرها وبذل الغالي والنفيس في حرب من باعها لو كانت مجرد بلد يُحررها؛ بل لأنه يعرف أنها تمثل هوية العربي، وهي تأتي بعد الحرمين بالمقام.
حين يحاول البعض “حكوماتٍ أو فئات” جرَّ الأمة إلى قضايا ثانوية، ويشغل الرأي العام بأزمات داخلية ويفتعل فتنًا بين أبناء الأمة الواحدة، فهو أكبر عميل وخادم للعدو الصهيوني.
لأجل فلسطين اُغتيل غسان كنفاني، وأتعجب لمن يكتب المقالات في أدب كنفاني، ويرغي ويزبد، فيما كتب، وحين يضعه الواقع في مقام كنفاني يلزم الصمت، خوفًا من سلطان يظلمه أو دنيا يُمنع منها.
بعد اليوم لم تعد القدس وأرضنا المحلتة، تقبل القسمة على اثنين، فإما أن تنبذ خلافك مع الآخر “وغالبا ما يكون دنيوي أو ذا نسبة بالحُكام الذين سيحير التاريخ لأي مزبلة يرميهم” وتكون مع القدس، وإما أن تكون مع المحتل الصهيوني. .
صمتك هو وقوف مع الصهاينة، الكلمة التي تخاف أن تنطقها، اسأل نفسك لماذا تعيش ولا يمكنك حتى التفوّه بكلمة، وهنا أذكر قول داستايافسكي حين يقول “أنا أنطق ما لا تجرؤ أن تفكر فيه”.
في تاريخنا الإسلامي الممتد لأكثر من ١٤٠٠ سنة، كان هناك الطواغيت والأبطال، واليوم نكيل للأبطال المديح، وأما الطواغيت، لو ذكرناهم سنشتمهم، فلا تكن مداسًا بصمتك، وقل ولو كلمة وأحيي قضية العرب في النفوس وأذكي نارها، حتى لا تكون فلسطين أندلس ثانية.