ما إن يشرق وجه الطفل
حتى يصّايح أفراد العائلة الملتفين كدائرة حولَه
تلمع كل الأعين إذ تلمع عيناه
كل جبين جهم يتهلل له
وسواء خضرَ “يونيو” أعتاب البيت
أو أوقد “نوفمبر” نارا في الحجرة للدفء
يأتي الطفل فتأتي البهجة ويهل النور
نضحك ونصيح مراراً ونناديه
وإذا يخطو ترتعد الأم
نأخذ أحيانا في الثرثرة والأحاديث
عن الوطن، عن الدين، عن الشعراء
وعن روح تسمو بصلاة وتسابيح
يتوقف كل حديث حين يهل الطفل
فوداعا لسماءٍ، وطنٍ، شعراء وقديسين
ليلاً.. إذ نغفو حيث تهيم الروح بوديان الأحلام
نسمع صوت أنين
كصدى يتغلغل في أعواد الغاب
يلمع فجرٌ كفنار، يوقظ أجراسا وعصافير
يا طفل..
أنت الفجر وروحي الوادي
وبأجمل أزهار يتعطر إذ تستنشقهُ،
روحي الغابة حيث الأفنان المظلمة تعج بهمس وشعاع فاتن
لكَ أنت..
ولأن عيونك ملآى بجمال لا ينتهي
ولأن يديك الباسمتين
لم تمتدا لضرر
أو قدميك اليانعتين
لم تتسخا بالوحل الكامن فينا
يا رأساً قدسيا، يا طفلا أشقر
يا ملكا ذا إكليل ذهبي
كم هو حلو في بسمتهِ، في طيبتهِ
في صوتٍ يتمنى أن ينطق أشياء وأشياء
وبكاء ما أسرع أن يهدأ
يترك نظرته تتجول في دهشة
ويقدم روحا لحياة، وفما للقبلات
يا رب احفظهُ
واحفظ أحبابي، خلاني والأهل
حتى أعدائي المنتصرين
يا رب
كيف أرى الصيف بلا أزهار؟
والقفص بلا أطيار؟
وخلية نحل ليس بها نحل؟
والبيت بلا طفل؟