أول مثل شعبي سمعته في المغرب كان “قالوا للجمل: كيف تاكل الشوك؟ قال باللسان الرطب”.. المثل فيه حكمة عميقة، تأملتها ومشيت أردده واتأمله، وبعد أيام سمعت مثلا آخر : “في الصيف تايحطب العاقل للشتا”، وهنا تنبهت للموروث الطويل من الحكم أو الأمثال الشعبية في المغرب، موجود في الشارع.. في الأسواق الشعبية “درب عمر، درب السلطان” أسواق الأحد والثلاثاء، في التعامل بين الناس، موضوع طويل يمكن اختصاره بسهولة في “مثل شعبي”، كان أبلغها عندي في البدايات “لو كان الخوخ يداوي كان داوا راسه”، حقيقي.. كلام منطقي.
الأمثال تكون حاضرة بقوة في المناطق الشعبية، وهي نفسها أحب المناطق وأقربها إلى قلبي، أعتبر المناطق الشعبية مثل الحي المحمدي في كازا ولا الأناسي ولا البرنوصي، وأيضا درب عمر ودرب السلطان وحتى في المحمدية، مكان ونس، الناس بسيطة تلقائية عفوية، فقط أجلس على القهوة وأطلق أذني وعيناي في الشارع لقراءة التفاصيل.
تسمع واحد يقول، “سور الرمل لا تعليه” يقصد بها قصة طويلة اختصرت في 4 كلمات، ومثل آخر : “مع من شفتك مع من شبّهتك”، و”الدجاجة لا تبيض وسط الجماعة”، و”اعمل يقينك فالله يعينك، واعمل يقينك فالعبد يخونك”، و”الدنيا ضراعة، كل واحد يلبس ساعة”.. أمثال كنت أسجلها وأحفظها بعد أن أتأملها، مئات الأمثلة الشعبية التي سمعتها خلال 8 سنوات وجمعتها، أمثال هي جمل كلامية صاغها ناس ربما أميون لكنهم خريجو مدرسة الحياة، جامعة الزمن، حكماء بالفطرة، درسوا الحياة وهرستهم، فصاغوا حكما تركوها لنا دروسا موجزة، فقط علينا أن نسمع وأن نستوعب.
#المغرب
#يوميات_صحفي_في_المغرب