الإنتاج العالمى من النفط الخام عام 2018 بلغ 81 مليون برميل تقريبا [[[ فى اليوم الواحد ]]] . هذا غير مايستخرج من الفحم وأشكال الغاز وسائر العناصر المنتجة للطاقة ، كاليورانيوم وغيره ، بالإضافة إلى عمليات التعدين المختلفة التى لاتهمنا فى هذا المقال . هذه الأرقام تصيبنى بالدوار وتجعلنى أشعر أن الإنسان يخلى جوف الأرض مما تحويه حتى تكاد أن تنطبق على نفسها ! .
هذا الإنتاج الرهيب من مستخرجات المواد المولدة للطاقة يتحول على سطح كوكبنا إلى غازات سامة ونفايات نووية تزيد يوما بعد يوم مما أدى – ولا يزال – إلى النتائج الكارثية التالية :
1 – ارتفاع درجات الحرارة بفعل الإحتباس الطبيعى إلى مستويات مزعجة . هذا الإرتفاع أدى إلى ذوبان الجليد فى القطبين مما يهدد حياة الحيوانات القطبية ، وبدأت مياه البحار والمحيطات فى الإرتفاع مما يهدد مدنا بأكملها بالغرق . كذلك أصبح شبوب الحرائق الرهيبة فى غابات العالم أمرا شائعا ، مما يزيد الطين بله ! . بالإضافة إلى هذا وذاك فقد أدى التفاوت فى درجات الحرارة بين مناطق الكوكب المختلفة إلى تكون الأعاصير المدمرة بصورة متكررة .
2 – إزدياد تلوث الجو بالغازات السامة على صحة الإنسان والحيوان آثاره معروفة ولا يختاج الى المزيد من التحذير ! . لكن مايزيد الأمر سوءا هو قيام [ مشاريع ] عديدة تعتمد على إزالة مساحات هائلة من الغابات التى تعتبر أهم مصدر لامتصاص بعض هذه السموم وإنتاج الأكسجين اللازم لحياة الإنسان والحيوان . أضف إلى ذلك أن إزالة الغابات بصورة وحشية أدى إلى فناء الكثير من أنواع الحيوان والحشرات التى تعتبر عاملا أساسيا فى توازن البيئة .
3 – أما عن النفايات فحدث ولا حرج . إمتلأ الكوكب بمياهه ويابسه بالبلاستيك الذى يهدد حيوانات البر والبحر بالموت اختناقا ، وهو منتج لايمكن التخلص منه إلا بالحرق الذى يزيد من كميات الغازات السامة الموجودة فى الجو . كذلك فقد امتلأ جوف الأرض – رغم كل الإحتياطات – بمخازن المخلفات النووية المشعة التى لاتزول آثارها الضارة على الزرع والضرع إلا بعد آلاف السنين ، أي بعد ” خراب مالطة ” ! .
4 – وكأن الكوكب لايكفيه ماهو فيه ، فقد شرعت بعض الدول – وعلى رأسها أمريكا – بإنتاج مايسمى بالغاز الصخرى الذى يهدد بالإخلال بتوازن باطن الأرض ويزيد من إمكانية حدوث الزلازل المدمرة وانفجار البراكين النائمة ، وبالذات فى المناطق المعرضة أصلا لهذه الأخطار .
ولم يتوقف عبث الإنسان بهذه البيئه إلى هذا الحد . فهناك من يفتك بالأفيال والخراتيت لنزع قرونها وصناعة الحلي والتماثيل منها ! . وهناك أيضا من يقتل النمور والفهود لصناعة الملبوسات والأحذية والحقائب التفاخرية من فرائها ! . وأخيرا وليس بآخر ، هناك من يستمتع بصيد الحيوانات لمجرد إرضاء شهوة القتل فى نفسه المريضة . ناهيك عما يفعله بالزراعة من استخدام مبالغ فيه للمبيدات والأسمدة الضارة حتى ” لايرهق ” نفسه باستخدام الأساليب الطبيعية فى إنتاج مايحتاجه من محاصيل آمنة .
أما ماخفي – ياسادتى – فهو أعظم ، والله المستعان على مايفعلون .
أليس هذ ا الإنسان الذميم بأسوأ من ذاك الشيطان الرجيم ؟
حقا ، إنه – كما وصفه خالقه الذى كرمه – بظلوم جهول .